بركات (١) التي ذاع صيتها في طول البلاد وعرضها ، لأن أمراء مكة المكرمة كانوا خلال عدد من القرون منها. إن هذا المنصب يظل محصورا في أسرة واحدة على الرغم من أنه ليس وراثيا ؛ ولقد كان للشريف على الدوام ، وينبغي أن يكون الأمر كذلك اليوم ، خليفة ، وهذا الخليفة إن لم يكن ولده فهو على الأقل من أهله المقربين ، ويكون الخليفة عادة من ينتمي إلى الطرف الأقوى ، الذي يحدده الرأي العام من بين كل الآخرين. وعند ما يتولى الشريف المختار ، زمام الأمور كائنا من كان ، فإن السلطان يصادق على تعيينه دون إبطاء ، ويتلقى من السلطان في كل عام خلعة ترسل له من إستانبول مع القفتانجي باشي (٢). وقد آل الأمر إلى أن اقتصرت سلطة الباب العالي على
__________________
ـ الاستيلاء على جميع المناطق التي تقع جنوب ينبع ، والواقعة باتجاه مكة المكرمة التي كان يرنو إلى احتلالها ، ولم يستطع سنوك هورخرونيه تحديد سنة دخوله مكة المكرمة وأورد ثلاث سنوات ميلادية وهي ١٢٠١ أم ١٢٠٢ أم ١٢٠٣ ، ثم ذكر الأزرقي في أخبار مكة المشرفة ٢ / ٢١٤ أن قتادة بن إدريس ولي مكة في سنة سبع وتسعين وخمس مئة ، وقيل إن ولايته لمكة في سنة ثمان وتسعين ، وقيل في سنة تسع وتسعين. قال مترجما كتاب هورخرونيه إن السنوات الهجرية المذكورة في نص الأزرقي تقابل السنوات الميلادية التي ذكرها المؤلف. وفي أخبار مكة المشرفة للأزرقي ٣ / ٨٣ «... وتمكن السيد قتادة من البلاد وذلك في سنة ٥٩٩ ه». واستمر قتادة في الحكم حتى قتل في ظروف غامضة في عام ٦١٧ ه. انظر : صفحات من تارخ مكة المكرمة ... ، موثق سابقا ، ج ١ ، ص ١٧١ ـ ١٧٢ وتعليقات المترجمين ، وانظر ص ١٧٧ ـ ١٧٨ أيضا. وانظر : رحلات بوركهارت ... ، موثق سابقا ، ص ٢٠٢ ـ ٢٠٣.
(١) بركات بن حسن بن عجلان ، حكم مكة بين عامي ٨٢٩ ه / ١٤٢٦ م ـ ٨٥٩ ه / ١٤٥٥ م تخللها فترات من الانقطاع ، فاز بإمارة مكة خلالها بعض إخوانه. انظر : صفحات من تاريخ مكة المكرمة ... ، موثق سابقا ، ج ١ ، ص ١٩٩ وتعليقات المترجمين في الحاشية. وانظر : رحلات بوركهارت ... ، موثق سابقا ، ص ٢٠٢ ـ ٢٠٣.
(٢) انظر : رحلات بوركهارت ... ، موثق سابقا ، ص ٢٠١. وهو المسؤول الأول عن شراء الخلع أو الفرو التي تشترى من خزينة الدولة.