الأسفار في نظر المسلمين ، فالثلاثاء يوم مشؤوم ، والعرب لا تحب السبت لأنه يوم اليهود الذين يحتقرونهم كل الاحتقار. أما الأحد والاثنين فمن الشائع أنهما يومان مباركان ، والأربعاء تستوي الأمور فيه. وأما يوم الجمعة فهو يومهم المقدس ، وهم يسافرون راضين بعد صلاة العصر (١).
كانت القافلة تتكون كما يلي : كاتب هذه السطور ، إن كان من المناسب أن يبدأ الإنسان بنفسه ، ثم رفيق رحلتي ، والسيد دوكيه ، وستة من الخدم ، بينهم أوروبيان ؛ بلجيكي وطباخنا غاسبارو ؛ ثم الشريف حامد مع أحد أقربائه ، وبعدهما أحمد حمودي رئيس جمّالة الشريف الأكبر ، ناهيك عن اثني عشر عبدا أو خادما من خدم الشريف ، يلبسون ثيابا جديدة ، وهم جميعا مسلحون بالرماح / ٢٠٨ / وبالخناجر ، ولم يكن معهم أسلحة نارية. ورأينا من المناسب ألا نحمل أسلحتنا معنا لكي لا يبدو أن مثقال ذرة من الحذر قد خطر ببالنا : لأن المرافقة التي أرسلها الشريف كانت في نظرنا تكفي لحمايتنا ، ولمّا كنا ضيوفه ، فإنه لم يكن مسموحا لنا أن نتوقع حدوث أي حدث سيىء. لقد أرسل ثلاثة عشر جملا وهجانا كانت كافية لحمل كل من أشرت إليهم ، لأن المرافقين يمشون على الأقدام ، ويستطيعون عند الحاجة أن يصعدوا خلف جماعتنا.
إن الهجان الذي خصّص لركوبي كان الركوب المفضل لدى الشريف الأكبر ، وكان يستحق هذا التفضيل لرقة مظهره ، وحسن طبعه ؛ كان اسمه : سحابة. أمّا هجان رفيقي فكان اسمه : أم القصب ، وكان لا يقل في شيء عن ركوبي ، وكان يمتاز منه بأنه ثاقب النظر في الظلام ؛ لذلك كان الأمير يمتطيه في الليل عادة. كانت أرحلنا رائعة ، مزينة بأنواع من الزينة من كل الألوان ، طرزتها بالحرير والصوف المزين بالفضة يد صناع ، وكانت الأرحل تغطي الحيوان تماما على الرغم من ضخامته. وكان قربوسا الرحل من الفضة أيضا ،
__________________
(١) ليس ما ذهب إليه المؤلف في هذا التقسيم بصحيح ؛ بل الصحيح الذي لا مراء فيه عند أهل العلم أن السفر مستحب في يومي الاثنين والخميس ، مع جواز السفر عند الضرورة في أي يوم حتى يوم الجمعة نفسه.