على سبيل الذكرى ، بعض المنتجات البسيطة كل البساطة من الصناعات المحلية.
رافقني إلى السوق أسودان وسيمان من خدم بيت الشريف ، مسلحين بالرماح والخناجر ، ولم يكونا يسمحان لأحد بالاقتراب مني. ولم يكن السكان على أية حال مزعجين. ولست أدري كيف كانوا سيعاملون مسيحيا منفردا (لا يتمتع بحماية الشريف الأكبر) ؛ ولكنهم كانوا يحترمون كوني ضيف أميرهم ، ويظهرون لي احتراما كبيرا ، واعتبارا واضحا.
كان التجار يدعونني إلى الجلوس في حوانيتهم ، ويسرعون في الإجابة عن أسئلتي. كان الجميع يحيونني بأدب جم ، ولما خرج أحد الشباب في السوق (البازار) عن حدود اللياقة معي ، ردّه إلى الصواب أحد العبدين اللذين كانا يرافقانني بطريقة لن يعود معها في المستقبل إلى مثل ذلك. ولمّا امتدت بي النزهة إلى / ٢٥٣ / الريف ، لاحظت مسجدا جميلا جدا يكاد يلتصق بالأسوار ، وفيه ضريح عبد الله بن عباس ؛ ابن عم النبي صلىاللهعليهوسلم. إن هذا المسجد (١) الذي يسمّى باسمه باب المدينة القريب منه ، هو الصرح الديني الوحيد في الطائف الذي يستحق أن يولى بعض الاهتمام ، وقد هدمه الوهابيون (٢) ، كما فعلوا بكل هذا النوع من المعالم المقامة على أضرحة
__________________
(١) انظر حول وصف مسجد عبد الله بن عباس : إهداء اللطائف ... ، موثق سابقا ، ص ٧٣ ـ ٧٨ ؛ الزركلي ، ما رأيت وما سمعت ، ص ٥٤ ـ ٥٥ ؛ تاريخ الطائف قديما وحديثا ، موثق سابقا ، ص ٦٧ ؛ ومعجم معالم الحجاز ، ج ٨ ، ص ١٤٨ ـ ١٤٩. ويرجح أن بانيه هو الناصر لدين الله أبو العباس أحمد بن المستضيىء بأمر الله وكانت خلافة الناصر من ٥٧٥ ه إلى ٦٢٢ ه ، وذلك سنة ٥٩٢ ه. ثم جدد بناؤه عددا من المرات. انظر : إهداء اللطائف ... ، موثق سابقا ، وتعليقات المحقق.
(٢) قال بوركهارت في رحلاته ... ، موثق سابقا ، ص ٨٢ : «... وكان على قبر ابن عباس قبة حسنة ، وكان يزوره كثير من الحجاج ، إلا أن السلفيين قدموه تماما». وقال العجيمي في إهداء اللطائف ... ، موثق سابقا ، ص ٧٣ : «... وعليه قبة صغيرة من خشب. يضا ، ليس بينها وبين سقف المسجد إلّا نحو شبرين ...». واستولى ـ