في بلادهم ، ويمكن أن يكون مأخوذا من النبتة التي تسميها العامة : عنب الذئب Douce ـ Ame ? re.
ذهبنا عشية مغادرتنا الطائف لزيارة الشريف ليأذن لنا بالانصراف ، وسارت الأمور كما كانت عليه في الزيارة الأولى تماما ، باختلاف بسيط ، هو أن جيش البدو الذي كان متجمهرا حول القصر كان أقل عددا ، واستقبلنا بأبهة أقل ، ولكن باللياقة نفسها ، والاحترام نفسه. كان الشريف الأكبر في تلك الأمسية يرتدي عباءة خضراء كشميرية رائعة ، مزينة بسعفات حمراء. ولمّا كنّا قد تعارفنا فإن الحديث كان أكثر دفئا ، تحدثنا عن الكوليرا التي تجتاح مكة المكرمة ، وتتجنب الطائف ، وعن مصر ومحمد علي الذي كان الشريف يتحدث عنه باعتدال شديد ، مع أن هذا الباشا الذي كاد أن يصبح ملكا هو الذي قوّض السلطة شبه المطلقة التي كان يتمتع بها والده غالب. كان أكثر قسوة على عباش باشا ، وكان يدين أفعاله الخاصة والعامة.
تحدثنا أيضا عن المعرض الصناعي الكبير الذي كان يعدّ له حينئذ في باريس ، ولمّا دعوت الشريف الأكبر إلى أن يرسل إلى المعرض نماذج من المصنوعات المحلية مؤكدا له أنها يمكن أن تلقى هناك بعض الرواج : «أجابني ضاحكا ، نعم إنه رواج إثارة السخرية». / ٢٦٢ / إن نظري الذي أكاد أفقده تماما لحظة إملاء حكاية آخر رحلاتي كان حينئذ في أسوء حال ، وقد أظهر لي الأمير بأصدق العبارات ، تمنياته بصحة أفضل ، وأعرب عن تعاطفه معي ، واهتمامه بي ، مؤكدا لي بصدق أن قلبه ينفطر لحالتي. وقال لي على سبيل المواساة : إن واحدة من أصغر نساء حرمه أصيبت بالداء نفسه ، وإن لها أن تشتكي من حالها أكثر مني ؛ لأنها لا تملك لمداواة ذلك ما نملكه نحن في أوروبا من وسائل ، ومن أطباء مهرة. وقد قطع عليّ وعدا صريحا أن أرسل إليه أخباري ، وأن أكتب إليه بمجرد عودتي إلى فرنسا ، وقد وفيت بذلك الوعد بإخلاص.
أضيف لكي أنتهي من حديث الزيارة الأخيرة أن الشريف الأكبر كان إبّان إقامته الطويلة في إستانبول على علاقة مستمرة بالسفير البريطاني هناك