اللورد ستراتفورد كانينغ Stratford Canning ، وهو اليوم يحمل لقب دو ردكليف (١) De Redcliffe : وقد سأل رفيقي في الرحلة عن أخبار كانينغ ، لأن رفيقي كان ، كما سبق لي القول ، بريطانيا ، وقد أكد رفيقي للشريف الأكبر أنه يعرف ذلك الدبلوماسي معرفة وثيقة : واعتمادا على ذلك كلفه الشريف بحمل رسالة منه إلى اللورد ، وقد قام السيد كول بلا شك بإرسالها إلى عنوانه.
ولا أستطيع هنا التعبير عن مدى / ٢٦٣ / استيائي ، باعتباري أوروبيا وإنسانا ، من التصرف الوضيع الذي قام به رفيق رحلتي في حضرة الشريف : ليست المرة الأولى التي تسنح لي الفرصة فيها لإبداء مثل هذه الملاحظة على الإنجليز هم نموذج الغطرسة ، وقد صورهم كذلك جان ـ جاك روسو (٢) J. ـ J.Rousseau نفسه في شخصية الميلورد (٣) إدواردMilord Edouard. وقد ثبتت على الزمن والتجربة ، صحة ذلك الحكم المسبق. عرفت أنا كثيرا من
__________________
(١) ١ st Viscount Straford Caning de Redclie السير ستراتفورد كانينغ دورد كليف (١٧٨٦ م ـ ١٨٨٠ م) دبلوماسي بريطاني كان يحمل لقب فيكونت أول (نبيل ـ دون الكونت وفوق البارون) ، عمل سفيرا لبلاده سنوات عديدة في إستانبول ، وفي وقت من أهم المراحل التي كانت تمرّ بها الدولة العثمانية (النصف الثاني من القرن التاسع عشر) وله بصمات في كثير من الأحداث التي واجهتها الدولة العثمانية في الجزيرة العربية وخصوصا في عسير والحجاز ، ولا غرابة أن تكون له علاقة ومعرفة بالشريف عبد المطلب الذي أقام في إستانبول فترة طويلة ، وكان له في الحجاز دور فاق ما كان لغيره وعلى مدى ما يقرب قرن. انظر : آل زلفة ، الطائف في كتب الرحالة الأوروبيين ، موثق سابقا ، الحلقة ٦ ، الجزيرة ، العدد ١٠١٧٩ ، ١١ جمادى الأولى ١٤٢١ ه / ١١ أغسطس (آب) ٢٠٠٠ م ، ص ٨. وكتب ديدييه Radclie والصواب ما أثبتناه في الأصل كما في المعاجم التي ترجمت للرجل. وانظر : رحلة بيرتون ، موثق سابقا ، ج ١ ، ص ١٤٣.
(٢) جان ـ جاك روسو (١٧١٢ ـ ١٧٧٨) كاتب وفيلسوف فرنسي. كان لآرائه السياسية أثر كبير في تطور الديمقوراطية الحديثة.
(٣) الميلورد : رجل إنجليزي كريم المحتد.