إلى إستانبول / ٣٠٣ / ونفوه منذ وقت قليل إلى سالونيك Salonique كما نفي إلى هناك قبله والده غالب الذي مات هناك بالطاعون منذ أربعين سنة (١).
ولا يستطيع أحد التنبؤ بالمصير الذي ينتظر الابن على هذه الأرض الغريبة ؛ ولكن مهما كان مصيره ، وإن كان سقوطه نهائيا ، أو أن الحظ سيعيده إلى السلطة مرة أخرى ، فإنني أعدّ نفسي سعيدا إذا أتيح له أن يعلم ، وهو في منفاه ، أنني أحمل له كل الامتنان والتعاطف ، وأنني أنذر النذور لكي تستقل أمته التي هي واحدة من أشرف الأمم التي تبوأت مكانها في التاريخ ، والتي فرضت عليّ احترامها عند ما عرفتها.
__________________
(١) لم ينف عبد المطلب إلى سالونيك ، وإنما ظل في إستانبول حتى عام ١٨٨٠ م / ١٢٩٧ ه عند ما عاد ليكون شريفا للمرة الثالثة ، ويموت في البياضة عام ١٨٨٦ م / ١٣٠٣ ه وهو تحت الإقامة الجبرية. انظر ترجمته فيما سبق الحاشية رقم (٢٨٩).
انظر : صفحات من تاريخ مكة المكرمة ، موثق سابقا ، ج ١ ، ص ٢٨٧ ؛ ويتحدث ديدييه هنا عما قام به الشريف عبد المطلب عام ١٢٧٢ ه عند ما توجه من الطائف إلى مكة المكرمة على رأس عدد من القبائل لقتال الوالي التركي كامل باشا ، ولكن عبد المطلب هزم وعاد إلى الطائف ، وجرت به وبن كامل باشا والشريف عبد الله بن ناصر ثلاث معارك هزم جيش عبد المطلب فيها ، وأخرها في الثامن من شعبان ١٢٧٢ ه ، وبعدها بيومين وصل إلى مكة المكرمة الشريف محمد بن عون الذي تجهز بالعساكر بعد وصوله بأيام وتوجه بهم إلى الطائف ومعه ابنه الشريف علي باشا والشريف عبد الله بن ناصر واستولوا على الطائف في رمضان ١٢٧٢ ه ، وأصبح محمد بن عون شريفا. انظر : خلاصة الكلام ... ، موثق سابقا ، ص ٣١٨ ـ ٣٢٠.