حدثني به عنها يجعل منها مصدرا في غاية الأهمية ، وإنني على صحة ما ورد فيها لشهيد(١). لقد قام بيرتون بعد فترة من زمن رحلته ولقائي به بزيارة القبائل المتعصبة التي تقطن حول مدينة عدن ، وقد كان منذ وقت قريب يفكر في محاولة العبور من شاطىء زنجبار إلى النيل الأبيض عبر خط الاستواء. وهو
__________________
ـ عام ١٨٢١ م وادعت أمه أنها منحدرة من سلالة أحد الأولاد غير الشرعيين للملك لويس الرابع عشر ، ومع أن أباه كان ضابطا في الجيش ، لكنه كثيرا ما قيل : إنه من أصل غجري ، وتعلم عددا من اللغات المحلية ، والتحق بالجيش البريطاني في بومباي (الهند) برتبة نقيب في القوات المسلحة لشركة الهند الشرقية ، وقد برع كل البراعة في إتقان اللغات الأجنبية حتى إنه كان في أواخر حياته يستطيع أن يتكلم تسعا وعشرين لغة ، وما لا يقل عن اثنتي عشرة لهجة مختلفة. قام بأسفار عديدة. وزار الجزيرة العربية متنكرا بزي حاج مسلم عام ١٢٦٩ ه / ١٨٥٣ م وألف كتابا بعنوان : مناجم الذهب في مدين والمدن الأثرية وذلك بعد رحلته الثانية إلى مدين عام ١٨٧٧ م ، وإن قائمة مؤلفاته لتغطي أكثر من ٣٠٠ صفحة. ترجم إلى الإنكليزية : ألف ليلة وليلة ، والروض العاطر ووضع شروحات لها تضمنت عصارة أفكاره وتجاربه ، ومنح لقب «فارس» في عام ١٨٨٦ م قبل أن يتوفى في عام ١٨٩٠ م.
وقد طبعت رحلة بيرتون في مجلدين في لندن ١٨٩٣ ، وأعيد طبعها جزئيا في نيويورك Dover Publication ، عام ١٩٦٤. وقد ترجمت رحلة بيرتون إلى مصر والحجاز ، ترجمة وتحقيق د. عبد الرحمن عبد الله الشيخ ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، ج ١ ، ١٩٩٤ م ، ج ٢ ، ١٩٩٥ م. وانظر في حياة بيرتون كتاب : الرحالة الغربيون في الجزيرة العربية ، لروبن بدول ترجمة د. عبد الله نصيف ، الرياض ١٤٠٩ ه / ١٩٨٩ م ، ص ٥٤ ـ ٦٦ ، وكتاب التراث الشعبي في أدب الرحلات ، مركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربي ، الدوحة ١٩٩٥ م ، ص ٣١ ـ ٦٠. وانظر حديث ناصر الدين دينيه عن رحلة بيرتون في كتابه : الحج إلى بيت الله الحرام ، وقد ترجمنا الفصل المخصص للحديث عن رحلات الغربيين في كتاب دينيه وسيظهر مضمنا في مقالنا : ناصر الدين دينيه وكتابه «الحج إلى بيت الله الحرام» الذي نشر في مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية ، المجلد السابع ، العدد الأول ، ١٤٢٢ ه / ٢٠٠١ م ، ص ٢٣٠ ـ ٢٨١
(١) نشرت المجلة البريطانية ، كما علمت ، بذلك قطعا من هذه الرحلة (المؤلف).