طائر النّوء (١) Pe ? trel.
وقدم لي الشيخ عبد الله ، أعني بيرتون ، عند الفراق تذكارا منه نسخة من القرآن الكريم كان يحملها معه إبّان / ٣٣ / الوقوف على عرفات ؛ وهي الشعيرة التي يتوج بها الحج إلى مكة المكرمة ، والتي تكفل للمؤمن أن يحمل اللقب الأثير (الحاج) ، وكان على المصحف إهداء بالعربية كتبه بيرتون بخطه ، يسجل الذكرى ، ويحدد تاريخ تلك الأيام التي لا تنسى في حياة المسلم ، ولعلها أكثر رسوخا في حياة مسيحي.
إذا ، غادرت السويس مع رفيق رحلة واحد ، وهو إنكليزي أيضا ، يتحدث العربية جيدا ، ويكتبها عند الحاجة ، وكان يتجول مسافرا في الشرق منذ عدد من السنين ، وإن حياة المغامرة التي كان يعيشها تستحق أن أشير إليها ، وربما سأخصها فيما سيأتي بإشارة تكاد تكون غير مشرفة (٢).
__________________
(١) طائر بحري صغير الجناحين يمعن في الطيران بعيدا عن اليابسة.
(٢) علمنا من حاشية خصصها بيرتون للإشارة إلى لقائه بدييه أن هذا اسم المرافق الذي لم يذكره ديدييه أبدا هوAbbe ? Hamilton القس هاملتون البريطاني وأشار بيرتون إلى أنهما دفعا ١٠٠٠ قرش (ما يعادل ١٠ جنيهات إسترلينية) أجرة السنبوك من السويس إلى جدة. انظر نص رحلة بيرتون الموثق أعلاه ، ص ١٧٨ ـ ١٧٩ ، الحاشية (٤).
وانظر بحثنا : قراءة في رحلة إلى الحجاز في النصف الثاني من القرن التاسع عشر عنوانها : «إقامة في رحاب الشريف الأكبر ـ شريف مكة المكرمة» تأليف : شارل ديدييه ، مجلة الدرعية ، العدد ٨ ، ١٤٢٠ ه / ٢٠٠٠ م ، ص ٨٥ ـ ١١٠.