الكريمة ، أو المزعومة كذلك ، والتي يعرضونها بفخر لتثير الإعجاب أكثر مما تدفع المؤمنين لالتزام الورع. والواقع أن تلك التحف هي هدايا من أحد النبلاء الأثرياء الروس الذين ينتمون إلى الكنيسة المنشقة (عن الكنيسة الرومانية). ولما ادعى الإمبراطور نقولا (١) أنه حامي أبناء دينه الذين يعيشون في أراضي الإمبراطورية العثمانية ، فإنه لم ينس هؤلاء الرهبان ، بل إنهم تلقوا منه هدايا سخية ، تدل على كرمه واهتمامه. وإن كل تلك التحف ، كثيرة كانت أم قليلة ، هي مزية جيدة ، وليس بينها ما هو قديم ، كما يبدو عليها ذلك. واستثني الباب الرئيسي للدخول الذي تبدو عليه علامات القدم ، وهو مرصع بزخارف على المعدن صنعت بمهارة عجيبة ، وأخال أنني قرأت عليه تاريخا يعود إلى القرن السابع الميلادي.
لن أستطيع هنا ، ولا أريد أن أذكر كل شيء ، ولكنني أشير على سبيل الذكرى إلى عدد من اللوحات البيزنطية التي لا تكتسب إلا أهمية عادية ، وإلى لوحات ذات أهمية بسيطة أيضا ، تمثل صورة بعض الوجهاء المجهولين ، أو صور بعض قديسي التقويم الإغريقي (اليوناني) ، وصورة كبيرة لمشهد تجلي السيد المسيح عليهالسلام ، وأخيرا هناك رصيعتان كبيرتان لمؤسسي دير الإمبراطور يوستينيانوس وزوجته الإمبراطورة تاضورة. ولا يمكنني أن أمضي دون الإشارة إلى الموزاييك الذي يكسو أطراف قبة صدر الكنيسة التي نرى فيها موسى راكعا على ركبتيه أمام العليقة المشتعلة ، وفي الأسفل نراه ممثلا وهو يتلقى ألواح الوصايا العشر (٢). ومن الملاحظ أن نبي بني إسرائيل (موسى عليهالسلام) لا يبدو في اللوحات الشرقية / ٦٦ / بالهيئة القاسية والرهبانية التي تمثله بها في أوروبا ، والتي أرسى دعائمها ميكيل أنجلو (٣) Michel Ange في
__________________
(١) نقولاNicolas ويكتب Nicholas الأول (١٧٩٦ ـ ١٨٥٥) قيصر روسيا من عام (١٨٢٥ ـ ١٨٥٥) عرف برجعيته الشديدة ، وسحق ثورة الديسمبريين (١٨٢٥ م).
(٢) انظر : تاريخ سيناء ... ، موثق سابقا ، ص ٢١٠ ـ ٢١١.
(٣) Michel ـ Ange ,Michelangelo ميكيل آنجلو (١٤٧٥ ـ ١٥٦٤ م) نحات ورسام ومهندس معمار إيطالي ، يعدّ أحد أعظم الفنانين في جميع العصور.