فما الذي قلت؟ قال : قلت : اللهمّ إنّي أسألك بقدرتك التي تمسك بها السماوات السبع أن يقع بعضهن على بعض أن تكفينيه (١).
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو القاسم التنوخي ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمّد الطبري ، نا أبو طلحة محمّد بن موسى الأنصاري ، نا أبو السيار أحمد بن حمويه التستري ، نا نهار بن عثمان أبو معاذ الليثي ، ثنا مسعدة بن اليسع بن قيس أبو بشر الباهلي عن سليمان الجرمي عن همّام بن يحيى قال : حدّثني رجل يقال له حبيب أبو الأشعث قال : كان يزيد بن أبي مسلم صفريا (٢).
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن زبر ، نا إسماعيل بن إسحاق ، نا نصر بن علي قال : خبرنا الأصمعي قال :
لقي أعرابي بين مكة والمدينة فسئل عن شيء فقال : ما أرى الناس إلّا بقرنائهم ، انظروا إلى الحجّاج من قيّض (٣) له ابن أبي مسلم؟ وإلى فرعون من قيّض له هامان؟ وانظروا إلى عمر بن عبد العزيز من قيّض له رجاء بن حيوة؟ فما أرى الناس إلّا بقرنائهم.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا محمّد بن هبة الله ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يعقوب (٤) ، حدّثني عبد الرّحمن ـ هو ابن إبراهيم ـ نا الوليد ، حدّثني عبيد الله قال : دخلت على الحجّاج قال : فأشار بيده فقلت : عبيد الله بن يزيد بن أبي مسلم الثقفي ، قال : وقد فرضنا لك في كذا وكذا ، قال عبيد الله : فلما مات الحجّاج في بقية خلافة الوليد أقرّ الوليد يزيد بن أبي مسلم على العراق أربعة أشهر ، فلمّا هلك الوليد وولي سليمان عزله وولّى يزيد بن المهلب العراق ، فأشخصه إلى سليمان فقدم عليه وهو بالبلقاء ، فأوقفه للناس ، فما أتى أحد يتظلم منه بشيء ، إلّا أن رجلا من أهل المدينة أدلى بأن يزيدا (٥) قد نال منه بالعراق لطمة ، فسأل القود منه ، فأقاده ، فلطمه لطمة اخضرت عينه ، فلمّا
__________________
(١) الأصل : «تلقيته» وفي «ز» : «تكفينه» ومثلها في م.
(٢) صفريا ، نسبة إلى الصفرية ، إحدى فرق الخوارج ، أتباع زياد بن الأصفر (راجع الفرق بين الفرق).
(٣) قيض الله فلانا لفلان : جاءه به ، وأتاحه له.
(٤) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٨١ ـ ٤٨٢.
(٥) الأصل ، و «ز» ، وم : يزيد.