الله؟ فقال الصادق عليهالسلام : يا مفضّل إنّ رسول الله قال : اللهمّ حمّلني ذنوب شيعة أخي وأولادي الأوصياء ما تقدّم منها وما تأخّر إلى يوم القيامة ولا تفضحني بين النبيّين والمرسلين من شيعتنا فحمّله الله إيّاها وغفر جميعها.
قال المفضل : فبكيت بكاء طويلا وقلت : يا سيدي هذا بفضل الله علينا فيكم ، قال الصادق عليهالسلام : يا مفضّل ما هو إلّا أنت وأمثالك ، بلى يا مفضّل لا تحدّث بهذا الحديث أصحاب الرخص من شيعتنا فيتكلّمون على هذا الفضل ويتركون العمل فلا نغني عنهم من الله شيئا لأنّا كما قال الله تعالى فينا (لا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ) (١).
قال المفضل : يا مولاي فقوله : (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) (٢) ما كان رسول الله ظهر على الدين كلّه؟ قال : يا مفضّل لو كان رسول الله ظهر على الدين كلّه ما كانت مجوسية ولا يهودية ولا صابئية ولا نصرانية ولا فرقة ولا خلاف ولا شكّ ولا شرك ولا عبدة أصنام ولا أوثان ولا اللات والعزّى ولا عبدة الشمس والقمر ولا النجوم ولا النار ولا الحجارة وإنّما قوله : (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) في هذا اليوم وهذا المهدي وهذه الرجعة وهو قوله (وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ) (٣). فقال المفضّل : أشهد أنّكم من علم الله علمتم وبسلطانه وبقدرته قدرتم وبحكمه نطقتم وبأمره تعملون ، ثمّ قال الصادق عليهالسلام : ثمّ يعود المهدي إلى الكوفة وتمطر السماء بها جرادا من ذهب كما أمطره الله في بني إسرائيل على أيوب ويقسم على أصحابه كنوز الأرض من تبرها (٤) ولجينها (٥) وجوهرها.
قال المفضل : يا مولاي من مات من شيعتكم وعليه دين لإخوانه ولأضداده كيف يكون؟ قال الصادق عليهالسلام : أوّل ما يبتدئ المهدي (عج) أن ينادي في جميع العالم : ألا من له عند أحد شيعتنا دين فليذكره حتّى يرد الثومة والخردلة فضلا عن القناطير المقنطرة من الذهب والفضّة والأملاك فيوفيه إيّاه.
قال المفضل : يا مولاي ثمّ ما ذا يكون؟ قال : يأتي القائم بعد أن يطأ شرق الأرض وغربها الكوفة ومسجدها ويهدم المسجد الذي بناه يزيد بن معاوية لعنه الله لمّا قتل الحسين بن
__________________
(١) سورة الأنبياء : ٢٨.
(٢) سورة التوبة : ٣٣.
(٣) سورة الانفال : ٣٩.
(٤) التبر بالكسر : الذهب.
(٥) اللجين : الفضّة.