ويلاه إن نظرت وإن هي أعرضت |
|
وقع السهام ونزعهنّ أليم |
المشبه حال المحبوبة إذا نظرت وإذا أعرضت ، والمشبه به حال السهام تؤلم إذا وقعت وتؤلم إذا نزعت.
التشبيه البليغ : والتشبيه إذا ما حذفت منه الأداة ووجه الشبه فهو «التشبيه البليغ» وهو أعلى مراتب التشبيه في البلاغة وقوة المبالغة ، لما فيه من ادّعاء أن المشبّه هو عين المشبه به ، ولما فيه من الإيجاز الناشىء عن حذف الأداة والوجه معا ، هذا الإيجاز الذي يجعل نفس السامع تذهب كل مذهب ، ويوحي لها بصور شتى من وجوه التشبيه ، كقول أبي فراس :
إذا نلت منك الودّ فالكل هينّ |
|
وكل الذي فوق التراب تراب |
أغراض التشبيه
قد يلجأ الكاتب أو الشاعر في التعبير إلى أسلوب التشبيه لشعوره بأنه أكثر من غيره في إصابة الغرض ووضوح الدلالة على المعنى.
وأغراض التشبيه منوعة ، وهي تعود في الغالب إلى المشبّه ، وقد تعود إلى المشبّه به. وهذه الأغراض هي :
١ ـ بيان إمكان وجود المشبّه : وذلك حين يسند إلى المشبه أمر مستغرب لا تزول غرابته إلا بذكر شبيه له.
مثال ذلك قول المتنبي :
فإن تفق الأنام وأنت منهم |
|
فإن المسك بعض دم الغزال |
فالتشبيه هنا ضمني ، وفيه ادّعى الشاعر أن المشبّه وهو الممدوح مباين لأصله بصفات وخصائص جعلته حقيقة منفردة. ولما رأى غرابة دعواه وأن هناك من قد ينكر وجودها احتجّ على صحتها بتشبيه الممدوح