ولما كان المشبه به في هذا النوع من الاستعارة محتجبا سميت «استعارة مكنية».
من هذه الأمثلة وشرحها يتضح ما سبق أن ذكرناه من أن الاستعارة من حيث ذكر أحد طرفيها نوعان :
١ ـ الاستعارة التصريحية : وهي ما صرّح فيها بلفظ المشبّه به ، أو ما استعير فيها لفظ المشبه به للمشبه.
٢ ـ الاستعارة المكنية : وهي ما حذف فيها المشبه به أو المستعار منه ، ورمز له بشيء من لوازمه.
إجراء الاستعارة
يقصد بإجراء الاستعارة تحليلها إلى عناصرها الأساسية التي تتألف منها. وهذا التحليل يتطلب تعيين كلّ من المشبه والمشبه به في الاستعارة ، وعلاقة المشابهة أو الصفة التي تجمع بين طرفي التشبيه ، ونوع الاستعارة ، وكذلك نوع القرينة التي تمنع من إرادة المعنى الحقيقي ، والتي تكون أحيانا لفظية وأحيانا حالية تفهم من سياق الكلام.
وفيما يلي إجراء لبعض الاستعارات يحلّلها ويوضّح العناصر الرئيسية التي تتألف منها :
١ ـ قال ابن المعتز :
جمع الحق لنا في إمام |
|
قتل البخل وأحيا السماحا |
في البيت استعارتان الأولى منهما في «قتل البخل» حيث شبّه تجنب كل مظاهر البخل ، وهو المشبه ، بالقتل ، وهو المشبه به ، بجامع الزوال في كل ، والقرينة التي تمنع من إرادة المعنى الحقيقي هي لفظة «البخل». ولأن