بالمسك الذي أصله دم الغزال.
ومن أمثلة ذلك أيضا قول البحتري :
دان إلى أيدي العفاة وشاسع |
|
عن كل ندّ في الندى وضريب |
كالبدر أفرط في العلو وضوؤه |
|
للعصبة السارين جدّ قريب |
ففي البيت الأول وصف الشاعر ممدوحه بأنه قريب للمحتاجين ، بعيد المنزلة ، بينه وبين نظرائه في الكرم والندى بون شاسع. ولكن الشاعر حينما أحسّ أنه وصف ممدوحه بوصفين متضادين ، هما القرب والبعد في وقت واحد ، أراد أن يبينّ أن ذلك ممكن ، وأن ليس في الأمر تناقض ، ولهذا شبّه الممدوح في البيت الثاني بالبدر الذي هو بعيد في السماء ، ولكن ضوءه قريب جدا للسارين بالليل. فالغرض من التشبيه في هذين المثالين هو بيان إمكان وجود المشبّه.
٢ ـ بيان حال المشبه : وذلك حينما يكون المشبه مجهول الصفة غير معروفها قبل التشبيه ، فيفيده التشبيه الوصف.
ومن أمثلة ذلك قول النابغة الذبياني :
فإنك شمس والملوك كواكب |
|
إذا طلعت لم يبد منهنّ كوكب |
فالنابغة يشبه ممدوحه بالشمس ، ويشبّه غيره من الملوك بالكواكب ، لأن عظمة ممدوحه تغضّ من عظمة كل ملك كما تخفي الشمس الكواكب. ولما كانت حال الممدوح وغيره من الملوك ، وكلّ منهما مشبّه ، مجهولة غير معروفة ، فقد أتى بالمشبّه به لبيان أن حال الممدوح مع غيره من الملوك كحال الشمس مع الكواكب ، فإذا ظهر أخفاهم كما تخفي الشمس الكواكب بطلوعها.
ومن أمثلته أيضا قول ابن الرومي :