فهو يشبّه منزله الضيق الذي تقارب قطراه أي جانباه بوجار الكلب وجحره.
وقال ابن الرومي :
أبدئت صفحة قسوة وخشونة |
|
من دون تافه نيلك المطلوب |
فكأنك الينبوت في إبدائه |
|
شوكا يذود به عن الخروب |
يشبّه ابن الرومي هنا شخصا فظّا غليظ القلب حين يطلب منه أقل معروف بشجر الخروب الذي لا يعادل شوكه ما يجنى من ثمره الأسود المعوجّ الصلب.
وقال أيضا في وصف قينة :
غنّت فمسّ القلب كلّ كرب |
|
واستوجبت منّا أليم الضرب |
لها فم مثل اتساع الدّرب (١) |
شبّه فم هذه القينة وهي تغني بالدرب أي الباب الواسع.
ومن فوائد التشبيه أنه يمكن عن طريقه تحسين الشيء وتقبيحه في وقت واحد كقول ابن الرومي في مدح العسل وذمّه :
تقول : هذا مجاج النحل تمدحه |
|
وإن تعب قلت : ذا قيء الزنابير |
فابن الرومي قد مدح وذمّ الشيء الواحد بتصريف التشبيه المجازي المضمر الأداة الذي خيّل به إلى السامع خيالا يحسّن الشيء عنده تارة
__________________
(١) الدرب : المدخل بين جبلين ، والعرب تستعمله في معنى الباب ، فيقال لباب السكة : درب ، وللمدخل الضيق درب ، لأنه كالباب لما يفضي إليه.