يعجب ، أي أن يسند إليه العجب على الحقيقة ، لأن العجب صفة من صفات العقلاء ، ولكن العجب يدعو إلى تعجب الناس ، فاستعمل اسم الفاعل «عاجب» هنا مكان اسم المفعول «متعجّب منه». وهذا مجاز عقلي علاقته «المفعولية».
٤ ـ قال النابغة الذبياني :
فبتّ كأني ساورتني ضئيلة |
|
من الرّقش في أنيابها السم ناقع (١) |
فالمجاز هو في قول الشاعر : «السم ناقع» وإسناد النقع إلى ضمير السم إسناد مجازي غير حقيقي. لأن السم لا يفعل النقع على الحقيقة ، وإنما هو الذي يفعل به النقع ، وبمعنى آخر أن السم لا يكون ناقعا وإنما يكون منقوعا في ماء أو نحوه. ففي كلمة «ناقع» مجاز عقلي علاقته «المفعولية».
* * *
ه ـ أمثلة للمجاز العقلي والعلاقة الفاعلية :
وذلك فيما بني للمفعول وأسند للفاعل الحقيقي ، نحو : سيل مفعم بضم الميم الأولى وفتح العين ، لأن السيل هو الذي يفعم أي يملأ ، وأصله أفعم السيل الوادي ، أي ملأه. فالفاعل الحقيقي الذي أسند إليه الإفعام هو السيل. فلو أريد الإسناد الحقيقي لقيل : سيل مفعم بكسر العين.
ولكن الذي حدث أنه جيء بالمسند مبنيا للمفعول «مفعم» بفتح العين ، ثم أسند إلى غير فاعله الحقيقي وقيل «سيل مفعم» بفتح العين. فالإسناد
__________________
(١) ساورتني : واثبتني ، والضئيلة : الحية الدقيقة الضعيفة ، والرقش : جمع رقشاء وهي الحية فيها نقط سوداء وبيضاء ، والسم الناقع : المنقوع ، وإذا نقع السم كان شديد التأثير.