٢ ـ ومثالها أيضا لفظة «عانقت» في قول البحتري يصف قصرا :
ملأت جوانبه الفضاء وعانقت |
|
شرفاته قطع السحاب الممطر |
ففي هذا البيت استعارة تصريحية ، وذلك للتصريح فيها بلفظ المشبّه به ، واللفظ المستعار هو فعل «عانقت» ، وفي إجراء الاستعارة نقول :
شبهت الملامسة «بالمعانقة» بجامع الاتصال في كل ، ثم استعير اللفظ الدال على المشبه به وهو «المعانقة» للمشبه وهو «الملامسة» ، ثم اشتق من «المعانقة» بمعنى الملامسة الفعل «عانقت» بمعنى لامست. والقرينة التي تمنع من إرادة المعنى الأصلي لفظية وهي «شرفاته».
٣ ـ ومن أمثلتها كذلك لفظ «لبس» من قول ابن الرومي :
بلد صحبت به الشبيبة والصّبا |
|
ولبست ثوب اللهو وهو جديد |
ففي لفظة «لبس» أولا استعارة تصريحية ، وذلك للتصريح فيها بلفظ المشبه به ، واللفظ المستعار هنا هو فعل «لبس» ، وفي إجراء الاستعارة نقول : شبّه فيها التمتع باللهو «باللبس» للثوب الجديد بجامع السرور في كل ، ثم استعير اللفظ الدّال على المشبه به وهو «اللبس» للمشبه وهو التمتع باللهو ، ثم اشتق من «اللبس» الفعل «لبس» بمعنى تمتع. والقرينة التي تمنع من إرادة المعنى الأصلي لفظية وهي «ثوب اللهو».
* * *
وإذا وازنّا بين إجراء الاستعارات الثلاث الأخيرة وإجراء الاستعارات الثلاث الأولى ، رأينا أن الإجراء هنا لا ينتهي عند استعارة المشبه به للمشبه كما انتهى في الاستعارات الثلاث الأولى ، بل يزيد عملا