«التكلم في الأعراض» «بالتفكه» بجامع أن بعض النفوس قد تميل إلى كل ، ثم اشتق من «التفكه» تفكه بمعنى تكلم في العرض ، والقرينة المانعة من إرادة المعنى الأصلي لفظية وهي «بأعراض الناس».
وإذا تأملنا الاستعارة رأينا أنه قد ذكر معها شيء يلائم المشبه «التكلم في الأعراض» ، وهذا الشيء هو «فشرّ الخلق الغيبة» ولهذا السبب يقال إن الاستعارة «مجردة».
ب ـ ومن أمثلة الاستعارة المجردة أيضا قول سعيد بن حميد :
وعد «البدر» بالزيارة ليلا |
|
فإذا ما وفى قضيت نذوري |
ففي البيت استعارة تصريحية أصلية في كلمة «البدر» حيث شبهت المحبوبة «بالبدر» بجامع الحسن في كل ، ثم استعير المشبه به «البدر» للمشبه «المحبوبة» على سبيل الاستعارة التصريحية الأصلية. والقرينة المانعة من إرادة المعنى الأصلي هنا لفظية ، وهي «وعد».
فالاستعارة قد استوفت قرينتها ، ولكن إذا تأملناها رأينا أنه قد ذكر معها شيء يلائم المشبه «المحبوبة» ، وهذا الشيء هو «الزيارة والوفاء بها». ولذكر ملائم المشبه مع الاستعارة تسمى استعارة «مجردة».
ج ـ ومن أمثلها كذلك قول القائل : «رحم الله امرأ ألجم نفسه بإبعادها عن شهواتها».
ففي لفظة «نفسه» استعارة مكنية ، فقد شبّهت «النفس» «بجواد» بجامع أن كلّا منهما يكبح ، ثم حذف المشبه به «الجواد» ورمز إليه بشيء من لوازمه وهو «ألجم». والقرينة المانعة من إرادة المعنى الأصلي هي «إثبات الإلجام للنفس».