بلى فاسلمي ثمّ اسلمي ثمت اسلمي |
|
ثلاث تحيات وإن لم تكلّمي |
ومنها قول امرىء القيس :
وبيضة خدر لا يرام خباؤها |
|
تمتعت من لهو بها غير معجّل |
كناية بالبيضة عن المرأة.
وقول عنترة :
يا شاة ما قنص لمن حلّت له |
|
حرمت عليّ وليتها لم تحرم |
فبعثت جاريتي فقلت لها اذهبي |
|
فتجسّسي أخبارها لي واعلمي |
قالت رأيت من الأعادي غرّة |
|
والشاة ممكنة لمن هو مرتم |
فالشاة هنا كناية عن امرأة أبيه وكان يهواها ويتمنى لو لم يتزوجها أبوه حتى كان يحل له تزوجها.
ثمّ يقول وعلى هذا المتعارف في الكناية جاء قول الله عزوجل في إخباره عن خصم داود عليهالسلام : (إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ ،) كناية بالنعجة عن المرأة (١).
* * *
وممن عرضوا للكناية غير هؤلاء ونظروا إليها من زوايا وجوانب مختلفة عبد القاهر الجرجاني وأبو يعقوب يوسف السكاكي وضياء الدين ابن الأثير والخطيب القزويني ويحيى بن حمزة صاحب كتاب الطراز المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز.
وقد سبق أن أتينا في المبحث الأول من هذا الكتاب والخاص «بنشأة
__________________
(١) كتاب العمدة ج ١ ص ٢٧١ ـ ٢٨٢.