و «كأن» حرف مركب عند أكثر علماء اللغة من الكاف وإن. قالوا : والأصل في «كأن زيدا أسد» «إن زيدا كأسد» ثم قدم حرف التشبيه اهتماما به ، ففتحت همزة «إن» لدخول الجار ، وما بعد الكاف جرّ بها.
و «كأن» للتشبيه على الإطلاق ، وهذا هو استعمالها الغالب والمتفق عليه من جمهور النحاة ، وزعم جماعة من النحاة أنها لا تكون للتشبيه إلا إذا كان خبرها اسما جامدا ، نحو : كأن زيدا أسد. بخلاف كأن زيدا قائم ، أو في الدار ، أو عندك ، أو يقوم ، فإنها في ذلك كله للظن والشك. أي بمنزلة ظننت وتوهمت. ومعنى هذا أنه إذا كان خبرها وصفا أو جملة أو شبه جملة فهي فيهن للظن ، ولا تكون للتشبيه إلا إذا كان الخبر مما يتمثل به. فإن قلت : كأن زيدا قائم ، لا يكون تشبيها لأن الشيء لا يشبه نفسه. ولكن جمهور النحاة على الرأي الأول القائل بأنها للتشبيه على الإطلاق ، وعلى هذا يقولون : إن معنى كأن زيدا قائم ، تشبيه حالته غير قائم بحالته قائما.
٣ ـ مثل : ومن أدوات التشبيه مثل وما في معنى مثل كلفظة «نحو» ، وما يشتق من لفظة مثل وشبه ، نحو مماثل ومشابه وما رادفهما. وأما أدوات التشبيه الفعلية فنحو : يشبه ويشابه ويماثل ويضارع ويحاكي ويضاهي.
وقد يذكر فعل ينبىء عن التشبيه كالفعل «علم» في قولك : علمت زيدا أسدا ونحوه ، هذا إذا قرب التشبيه بمعنى أن يكون وجه الشبه قريب الإدراك ، فيحقق بأدنى التفات إليه. وذلك لأن العلم معناه التحقق ، وذلك مما يناسب الأمور الظاهرة البعيدة عن الخفاء.
أما إن بعد التشبيه أدنى تبعيد قيل : خلته وحسبته ونحوهما لبعد الوجه عن التحقق ، وخفائه عن الإدراك العلمي ، وذلك لأن الحسبان