__________________
ـ وقال الشهيد الثاني في المسالك : «أبعد الاحتمالات كونها في الروضة» ، قاله في الجواهر ٢٠ : ٨٦.
الثاني : إنّها دفنت في بيتها ، ولمّا زادت بنو أمية في المسجد صار القبر في المسجد ، لما روي في الصحيح عن ابن أبي نصر البزنطي قال : سألت الرضا عليهالسلام عن قبر فاطمة عليهاالسلام ، فقال : «دفنت في بيتها ، فلمّا زادت بنو أمية في المسجد صارت في المسجد». رواه في وسائل الشيعة ١٤ : ٣٦٨ كتاب الحج ، أبواب المزار ، باب ١٨ ، الحديث ٣ ، الكافي ١ : ٤٦١ أبواب التواريخ ، باب مولد الزهراء ، الحديث ٩ ، التهذيب ٣ : ٢٥٥ كتاب الصلاة ، فضل المساجد رقم الحديث ٧٠٥ ، الفقيه ١ : ٢٢٩ أحكام المساجد ، حد مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله الحديث ٦٨٥.
وقال الصدوق : «والصحيح عندي ما رواه البزنطي ، قال : هذا هو الصحيح عندي ، وإنّي لمّا حججت بيت الله الحرام كان رجوعي على المدينة بتوفيق الله تعالى ذكره ، فلمّا فرغت من زيارة رسول الله صلىاللهعليهوآله قصدت بيت فاطمة ، وهو من عند الاسطوانة الّتي تدخل إليها من باب جبرئيل إلى مؤخّر الحظيرة الّتي فيها النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فقمت عند الحظيرة ويساري إليها ، وجعلت ظهري إلى القبلة ، واستقبلتها بوجهي وأنا على غسل ، فقلت : السلام عليك يا بنت رسول الله السلام عليك يا ... إلى آخر الزيارة» (الفقيه ٢ : ٥٧٢).
وقال المجلسي : «قد بينّا في كتاب المزار أنّ الأصح أنّها مدفونة في بيتها». (بحار الأنوار ٤٣ : ١٨٥) ، وقال صاحب الرياض : «والأصحّ وفاقا للصدوق وجماعة ، أنّها دفنت في بيتها ، وهو الآن داخل المسجد ؛ للصحيح» ، ثمّ ذكر رواية البزنطي. (رياض المسائل ٧ : ١١٦).
ومال إليه السيد العاملي في مدارك الاحكام ٨ : ٢٧٨ ، والشهيد الأول في الذكرى : ١٥٧ ، والسبزواري في ذخيرة العباد : ٧٠٧ ، قال : والأولى التعويل في ذلك على ما رواه الشيخ ، ثمّ ذكر رواية البزنطي.
الثالث : وهو أنّها مدفونة إمّا في بيتها أو الروضة ، وهو مختار الشيخ الطوسي ، قال : «اختلف أصحابنا في موضع قبرها ، فقال بعضهم : إنّها دفنت بالبقيع ، وقال بعضهم : إنّها دفنت في الروضة ، وقال بعضهم : إنّها دفنت في بيتها ، فلمّا زاد بنو أمية ـ لعنهم الله ـ في المسجد صارت من جملة المسجد ، وهاتان الروايتان كالمتقاربتين ، والأفضل عندي أن يزور الإنسان من الموضعين جميعا ، فإنّه لا يضرّه ذلك ، ويحوز به أجرا عظيما. وأمّا من قال : إنّها دفنت في البقيع ، فبعيد عن الصواب». (التهذيب ٦ : ٩).
وفي تاج المواليد : ٢٣ قال : «والأصح والأقرب أنّها مدفونة في الروضة أو في بيتها».
وأمّا القول بأنّها قد دفنت في البقيع ، قال الشيخ الطوسي : «وروي : أنّها مدفونة في البقيع ، وهذا بعيد» ، (المبسوط ١ : ٣٨٦) ، ومثله قال في التهذيب ٦ : ٩.
وقال في الجواهر : «فأمّا من قال : إنّها دفنت في البقيع فبعيد عن الصواب ، واستبعده ابنا سعيد وإدريس والفاضل في التحرير وغيره». (جواهر الكلام ٢٠ : ٨٦).
والحاصل من ذلك : أنّ قبرها في الروضة بين القبر والمنبر وهو مختار المفيد ، أو في بيتها وصار في المسجد وهو مختار الصدوق تبعا لرواية البزنطي عن الرضا عليهالسلام ، وبعض حكم بتقارب الروايتين ولم يعين وهو مختار الشيخ الطوسي في التهذيب. وأمّا كون قبرها في البقيع فهذا ما استبعده أكثرهم.