تلقتهم فاطمة (ع) خلف الباب كما ذكرت آنفا وللتأكيد أورد لك هذين النصين وعليك عزيزي القارئ أن تنتقل بروحك وعقلك إلى تلك الفترة التاريخية لتتصور ما يمكن أن يجري ، قال أحمد بن يحيى البلاذري : إن أبا بكر أرسل إلى علي يريد البيعة ، فلم يبايع ، فجاء عمر ومعه فتيلة فتلقته فاطمة على الباب فقالت : يا ابن الخطاب أتراك محرقا علي بابي؟ قال : نعم » (١).
وعن نفس الحادثة ينقل ابن عبد ربه الأندلسي :
بعث إليهم ـ يعني المتخلفين عن البيعة ـ أبو بكر عمر ليخرجوا من بيت فاطمة وقال له : إن أبوا فقاتلهم ، فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار فلقيته فاطمة فقالت : يا ابن الخطاب : أجئت لتحرق دارنا؟ قال : نعم (٢).
لقد تصدت فاطمة (ع) لعمر من خلف الباب لعل قلوب الرجال تخشع عندما تسمع صوت امرأة قال عنها الرسول أنها سيدة نساء العالمين وربما لتكون عليهم الحجة أبلغ لقول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : من آذى فاطمة فقد آذاني ولذلك صرخت كما ينقل ابن قتيبة : يا أبت يا رسول الله ماذا لقينا بعدك.
ومع ذلك اقتحموا الدار بشهادة أبي بكر في تأسفه على الثلاثة اللاتي ود أنه لم يفعلهن .. وقال ... وأدخله الرجال كما ، مر ، قال اليعقوبي فأتوا في جماعة حتى هجموا على الدار ولو لم يتم الهجوم ما كان هنالك داع لتأسف أبي بكر الذي جاء متأخرا.
لقد اقتحموا وإنشيء ت فقل هجموا على دار البتول الزهراء (ع) وكانت
ــــــــــــــــ
(١) ـ أنساب الأشراف ج ١ ص ٥٨٦.
(٢) ـ العقد الفريد ج ٥ ص ١٣.