الناس بالعهود والمواثيق ، يقول سلمان الفارسي فلما أن كان الليل حمل علي (ع) فاطمة على حمار وأخذ بيدي ابنيه الحسن والحسين فلم يدع أحدا من أهل بدر من المهاجرين ولا من الأنصار إلا أتاه في منزله فذكرهم حقه ودعاهم إلى نصرته فما استجاب له منهم إلا أربعة وأربعون رجلا ، فأمرهم أن يصبحوا بكرة محلقين رؤوسهم معهم سلاحهم ليبايعوا على الموت فأصبحوا فلم يواف منهم أحد إلا أربعة : أنا وأبو ذر والمقداد والزبير بن العوام ، فعل ذلك مرتين وعندما رأى غدرهم وقلة وفائهم له لزم بيته وأقبل على القرآن يجمعه (١). ورفض أن يبايع.
أرسلوا إليه ليبايع وبدأت من هنا المواجهة الساخنة بعد أن أمر عمر بجمع الحطب أمام بيت فاطمة مهددا بالإحراق إن لم يبايع علي ، جاؤوا ليجبروا أهل البيت على البيعة ، وقفت فاطمة خلف الباب لعل القوم يراعوا حرمتها وحريمها فلم ينفع فيهم ذلك قال الإمام الكاظم (ع) وهو موسى بن جعفر الصادق ـ وهو يصف ما جرى ـ لما حضرت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الوفاة دعا الأنصار وقال يا معشر الأنصار لقد حان الفراق إلى أن قال : ألا إن فاطمة بابها بابي وبيتها بيتي فمن هتكه فقد هتك حجاب الله. قال الراوي فبكى الإمام الكاظم « أبو الحسن (ع) طويلا وقطع بقية كلامه وقال : هتك ـ والله ـ حجاب الله هتك والله حجاب الله ، هتك والله حجاب الله » (٢).
كما جاء عن الإمام الباقر (ع) محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وهو يتحدث عن الزهراء : وحملت بالحسن فلما رزقته حملت بعد أربعين يوما بالحسين ثم رزقت زينب وأم كلثوم وحملت بمحسن فلما قبض رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وجرى ما جرى يوم دخول القوم عليها دارها. أسقطت
ــــــــــــــــ
(١) ـ كتاب سليم بن قيس الهلالي ص ٣١.
(٢) ـ بحار الأنوار : ج ٢٢ ص ٤٧٦ ـ ٤٧٧.