الأنبياء السابقين لم يطلبوا أجرا من أقوامهم إنما كان قولهم ( وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ) لقد ذكر ذلك في القرآن على لسان الأنبياء نوح وهود وصالح ولوط وشعيب (١). ولكن نبينا الأعظم أمره الله عز وجل بأن يسأل أمته المودة في القربى ولكن لا لكي يستفيد هو بل لتستفيد أمته ، لأنه ليس بدعا من الرسل ليطالب بأجر لرسالته من دون الرسل ، كما أنه ليس من المتكلفين كما جاء على لسانه قوله تعالى ( قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين ) (٢) ، ودليلنا على أن الفائدة من هذا الأجر الذي طلبه منا تعود علينا نحن قوله تعالى ( قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجري إلا على الله ) (٣) ، وبنظرة أخرى إلى آيات القرآن الحكيم نجد أن هذا الأجر المتمثل في مودة القربى هو السبيل إلى الله تعالى في قوله عز وجل ( ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا ) (٤) ، وهو الذكرى للعالمين كما يقول تعالى ( قل لا أسألكم عليه أجرا إن هو إلا ذكرى للعالمين ) (٥). إذا مودة القربى هي الذكرى وهي السبيل الذي يقول عنه تعالى ( إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ) والسبيل إلى الله لا بد أن يكون قويما لا عوج فيه يعني باتباعه نضمن أننا على الصراط المستقيم ونهايتنا الجنة بمعنى أقرب لا بد أن يكون معصوما وقد تجسد في القربى وهم أهل البيت (ع) كما هو المسلم به عند جميع المسلمين فيما يرتبط
ــــــــــــــــ
(١) ـ مراجعة الآيات (١٠٩ ـ ١٢٧ ـ ١٣٢ ـ ١٤٥ ـ ١٦٤ ـ ١٨٠) من سورة الشعراء.
وقد جاء في صحيح البخاري في المناقب ج ٤ ص ٢١٩ عن ابن عباس قال : إلا المودة في القربى ، القربى قربى محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
(٢) ـ سورة ص : آية / ٨٦.
(٣) ـ صورة سبأ : آية / ٤٧.
(٤) ـ سورة الفرقان : آية / ٥٧.
(٥) ـ سورة الأنعام : آية / ٩٠.