بتأثيراتها السلبية على الاسرة لاحقاً.
ولما كان النظام الرأسمالي يشجع الافراد ايضاً على التفوق والتحصيل الشخصي الذي تعكسه آراء « المذهب الفردي » ، فان الانجاب يمثل مشكلة تواجه العائلة الرأسمالية المثقفة التي تهدف الى اعتصار اكبر ما يمكن اعتصاره من الخيرات عن طريق العمل والانغماس في العملية الانتاجية ؛ ولذلك فهي لا ترغب في انجاب الاطفال ، لان الانجاب ماهو الا حجر عثرة في طريق جني الارباح الشخصية. ولكن النظرية الرأسمالية تقف موقفاً متناقضاً مع هذا التوجه الفردي ، وتقوم بتشجيع الافراد على الانجاب لان ذلك يزيد العمل الانتاجي والعملية الاستهلاكية. وهذا التناقض بين المذهب الفردي والنظرية الرأسمالية بخصوص الانجاب بين الزوجين ، يمثل قصور النظرية ايضاً في استيعاب وفهم متطلبات الحياة الاجتماعية وشروط العملية الانتاجية.
ولما كانت قابلية بعض الافراد على حفظ الزواج والعائلة محدودة بحدود القدرة الشخصية ، فان قدراً يسيراً من العوائل الغربية تمارس الزواج المفتوح (١) ، وهو اشتراط الزوج والزوجة بالكتابة تحريراً في عقد الزواج على التمتع الجسدي بالحرام مع رجال او نساء اخريات (٢). وهذا دليل آخر على ضرورة الاقرار بنظام تعدد الزوجات الذي يستنكره النظام الرأسمالي ،
__________________
١ ـ ( جاكلين ناب ) و ( روبرت وايتهيرست ). الزواج المفتوح والعلاقات : قضايا وابعاد. مقالة علمية في كتاب ( استكشاف انماط الحياة العاطفية ). تحرير : برنارد ميورستاين. نيويورك : سبرنكر، ١٩٧٨ م.
٢ ـ ( جيمس سميث ) و ( لين سميث ). ما وراء الزواج : دراسات حديثة حول البديل الجنسي للزواج. بالتيمور : مطبعة جامعة جونز هوبكنز ، ١٩٧٤ م.