ويبيح الزواج المفتوح كنظام بديل.
اما الانحراف العائلي في الرأسمالية ، فهو يتخذ وجهين ؛ الاول : زواج الرجال بالرجال ، والثاني : زواج النساء بالنساء. وهذا الانحراف يمثل عشرة بالمائة من اجمالي عدد العوائل الامريكية اي حوالي خمسة وعشرين الى ثلاثين مليون انسان في العقود الاخيرة من هذا القرن (١). واغلب هؤلاء المنحرفين يتزوجون في كنائس خاصة بهم. ومع ان وثيقة الزواج التي يحصل عليها هؤلاء لا تحمل اهمية قانونية ، الا ان المحاكم الفرعية الرأسمالية تقر ببقاء الاطفال المتولدين قبل الانحراف مع الاب المنحرف او الام المنحرفة : وهو دليل على قبول هذه المحاكم ضمنيا شرعية الزواج المنحرف. لواطاً كان او سحقاً. ويعكس هذا اللون من التفكير انحطاط الحضارة الرأسمالية وهزالتها وانحدارها عن مستوى التفكير الانساني السليم ، ولهثها وراء الشهوة الرخيصة ، والا فكيف يعقل عصمة هؤلاء الاطفال من الانحراف الاخلاقي اذا اجيز لهم العيش والنمو والتطور ضمن حدود الاسرة المنحرفة؟
وتميل نسبة متزايدة من الافراد الى العيش الانفرادي ، لانها لا ترى في الزواج هدفاً اجتماعياً : لان الحرية الفردية والاستقلال الاجتماعي ـ بزعمها ـ امضى واقوى للسعادة الفردية من النظام العائلي المعقد (٢). فالمسألة ـ في اعتقادهم ـ ترجع الى الاختيار الشخصي والحرية الفردية
__________________
١ ـ ( مارتن وينبرك ) و ( كولن وليايمز ). الرجال المنحرفون جنسيا : مشاكلهم وطرق تقبلهم. نيويورك : مطبعة جامعة اكسفورد ، ١٩٨٤ م.
٢ ـ ( بيتر ستاين ). العزوبية. انجلوود كليفز ، نيوجرسي : برنتس ـ هول ١٩٧٦ م.