فرد آخر شرط ان يتم التأكد بالعدة من عدم اختلاط الانساب ، وحفظ حقوق الاطفال من خلال مراعاة حملها ، ووجوب النفقة عليها في تلك الفترة ، ودفع مصاريف ارضاعها للرضيع ، وما يترتب على ذلك من معاينة طبية ونحوها خلال فترة الحضانة وما بعدها.
استناداً على قاعدة احترام النفس الانسانية ، فقد حرّم الاسلام الاسقاط المتعمد باعتباره اجهاضاً لنفس بشرية كاملة او لكتلة من الخلايا تستطيع بالقوة ان تصبح انساناً كامل التصميم والتركيب. وحكم السقط كحكم الكبير في الغسل والتكفين والتحنيط والدفن اذا تم له اربعة اشهر في بطن امه وهي لحظة ولوج الروح فيه ، واذا كان اقل عمراً من ذلك يلف بخرقة ويدفن. فقد « قال الشيخان : ولا يغسل السقط الاّ اذا استكمل شهوراً اربعة ، ولو كان لدونها لف في خرقة ودفن ... وصرح به [ صاحب الشرائع ] في المعتبر انه مذهب علمائنا ، وتدل عليه رواية احمد بن محمد عمن ذكره ، وكذا رواية زرارة عن سماعة عن الصادق (ع) ، قال : سألته عن السقط اذا استوى خلقه أيجب عليه الغسل واللحد والكفن؟ فقال : كل ذلك يجب عليه » (١). وقال اكثر الفقهاء ان صلاة الميت لاتجب على السقط ايضاً. وقد درسنا دية الاسقاط في كتاب ( الانحراف الاجتماعي .. واساليب العلاج في الاسلام ) ص ٨٤.
وبالاجمال ، فان النظرية الاجتماعية الاسلامية آمنت بقوة باهمية الفرد في المؤسسة العائلية باعتباره انساناً شرّفه الخالق عز وجل فرفعه من
__________________
١ ـ التنقيح الرائع : ج ١ ص ١٢٦.