بشر بسيدنا ، وكيف كان هو نفسه يتناول العسل في الصحراء مع الأطعمة الأخرى (١).
وما خلا ذلك فحين كنا نفكر في تناول طعام الفطور ، كان البعض منا حين ينزل آمر السفينة إلى البر ليلا ، يسارع إلى البحث عن حطب في الوقت الذي يكون فيه البعض الآخر قد حفر حفرة في الأرض عند الشاطىء في شكل موقد لنشوي فيه ما لدينا من لحوم. وهكذا تتناول كل جماعة منا ما ترغب في تناوله أو ما تحتفظ به لديها من طعام. فالبعض منا يطبخ الرز والبعض الآخر يطبخ البرغل وغيره.
وحين يودون تناول خبز طري ، خلال فقدان البسكويت يأتون بالدقيق والماء فيصنعون منهما عجينا يقطعونه على شكل أقراص واسعة سمكها سمك الأصبع ثم يلقون بها في موقد محفور في الأرض ، ويغطونها بالرماد والفحم ، ويقلبونها عدة مرات إلى أن تنضج وتكون هذه الأقراص طيبة الطعم جدّا عند تناولها (٢).
ويحتفظ بعض الأعراب في خيامهم بصحون من الحجر أن النحاس لصنع الخبز.
في اليوم الرابع ، وهو آخر يوم من أيلول وصلنا عند الظهر إلى
__________________
(١) يوحنا المعمدان John Baptist هو يوحنا بن زكريا وأمه أليصابات أحد أنسباء المسيح عاش متقشفا في برية اليهودية بفلسطين. ظهر في الثلاثين من عمره على نهر الأردن وهو يتعمد بالماء للتوبة دعا قومه إلى الرجوع عن الخطيئة وبشر بظهور السيد المسيح ولذلك سمي بالسابق. اعتقله ملك القدس هيرودوس ثم قطع رأسه. هناك خطأ شائع في أن يوحنا المعمدان هو نبي الصابئة. والصواب أن الصابئة لا يعتبرون يوحنا نبيّا لهم لكنهم يقدسونه لأنه أنقذهم من اضطهاد اليهود ، وانتقل بهم إلى الأردن.
(٢) هذا النوع من الخبز يسميه الأعراب وغيرهم باسم «القرصة» ويستعمله أصحاب الزوارق والأكلاك عادة في سفراتهم.