الاسم الذي يطلق عليها وهو اللوبياء الهندية (١) ، ولكن طبقا لمعلوماتي أعتبر هذه النبتة هي «الفل» (٢) التي أشار إليها «ثيوفراستس» في أماكن عديدة من كتابه.
يقسم نهر الفرات مدينة (عنه) إلى قسمين ، بل بالأحرى إلى مدينتين ، إحداهما ليست كبيرة لكنها محصنة تحصينا جيدا بأسوار قوية لا يمكن الدخول إليها إلا بواسطة الزوارق وهي تخضع للأتراك.
أما القسم الثاني فيقع على الضفة اليمنى من النهر ويخضع لأمير الجزيرة العربية (٣) وهو واسع لكنه غير محصن جيدا بالأسوار والخنادق ، ولذلك فإن في مستطاع المرء أن يدخل إليه ويخرج منه ليلا مثله في ذلك مثل بقية المدن الأخرى التي تتبع نفوذ الأمير العربي.
ويدعى هذا القسم من المدينة والإقليم الذي يقع فيه (بالقائم) (٤) ويبعد مسيرة خمسة عشر يوما عن حلب. وهناك طريق جيدة تمتد إلى النهر ولذلك فقد أمضينا ساعة فيه قبل أن نصل إلى منزل ربان سفينتنا والذي يقع على مقربة من المرسى الذي رست عنده.
__________________
(١) لوبي انديجي Lubie Endigi هي نفس اللوبيا المعروفة في بلادنا.
(٢) تريونم Trionum نبات الفل وهو من النباتات العطرية.
(٣) الخطأ الذي وقع فيه الرحالة راوولف بالنسبة للنفوذ الذي كانت تخضع له البلاد التي طاف فيها هو أنه اعتبر نهر الفرات حدا فاصلا بين مملكة السلطان العثماني وممالك أمراء الجزيرة العربية. فقد ظن أن كل الأراضي التي تقع على الضفة اليمنى من النهر تعود إلى أمراء عرب الجزيرة على أساس اتصال تلك الأراضي بأراضي الجزيرة العربية فعلا ، أما التي تقع على الضفة اليسرى من النهر فقد اعتبرها خاضعة لنفوذ الأتراك.
(٤) القائم ذكره المؤلف غاميل Gamel وهو من المواقع القديمة عرفت باسم دير القائم لدى البلدانيين العرب يعود زمنه إلى القرن الثاني للميلاد وفيه برج يشبه ما هو موجود في الحضر وتدمر. والقائم الآن ناحية تابعة لقضاء عنه ويبعد عنها بمسافة ٧٥ كيلو مترا ، وهو ليس قريبا من عنه كما أورد الرحالة ذلك هنا.