في أكياس تعلق في عنق الحيوان ، ومثل هذا يجري أيضا بالنسبة إلى الحمير ، على نقيض ما نفعله نحن في بلادنا الأوروبية.
ونظرا لقلة الشعير والحشائش فإنهم يفرشون لهذه الخيول في بعض الأحيان ، قطعة من الأرض بالقش ، ثم يجمعونه في أكوام لتنظيفه واستعماله مرة أخرى.
حين يصل بعض التجار المسيحيين من بلادنا إلى هرمز ـ وهذا لا يقع إلا نادرا ـ فلا بد لهم من الحصول على مساعدة من الأتراك والعرب ، ولا بد من ظهورهم أمام موظفي ملك البرتغال الذين يعينهم ليقدموا لهم شكاواهم عما حدث لهم ، والضرر الذي أصابهم. وإذا ما حدث أن أخفى هؤلاء من ذلك شيئا حل العقاب بهم أنفسهم.
وإذا ما ظهر أن واحدا منهم قد غش نقوده فإن رفاقه من التجار من ذات الملة يلقى بهم في السجن ولو أنهم كانوا غير مذنبين ولا يعرفون عن عملية الغش شيئا. وإذا قتل أحد المسيحيين بينهم يقتل ثلاثة أو أربعة منهم مقابل ذلك (١) طبقا للأسلوب المتبع ويفقدون حياتهم مقابل كل مسيحي يقتل. وعلى هذا فحين يجتمع تجار من أمم مختلفة في إحدى البواخر للسفر إلى الهند عن طريق «هرمز» ـ والتي يجب أن يهبطوا إليها وإلا صودرت بضاعتهم ـ فإنهم يصعدون إلى الباخرة وكأنهم غرباء تماما ، ويحذر الواحد منهم الآخر ، ولا يتحدثون إلا قليلا ، وقد لا يتحدثون بشيء ، ولا يكشف أحدهم هويته للآخر ، وهكذا يتحمل كل واحد منهم العزلة إلى أن يقطعوا منتصف الطريق ثم يشرعون بالتعارف فيما بينهم.
ولقد علمت أيضا أن حاكم البرتغال في الهند كان يستخدم ـ لغرض
__________________
(١) قد يبدو هذا غريبا أو هو من صنع الخيال ولكن الحقيقة هي أن الأسلوب الذي سار عليه البرتغاليون في حكم المناطق التي احتلوها ، خلال القرن السادس عشر ، في الهند وفي الخليج العربي قد اتسم بالقتل الجماعي لغير المسيحيين.