حمراء لا يشاهد ، المرء حين تناوله ، وهو يحل الجسم لكن ليس بالكل المعروف عندنا من هذا الثمر. وقد اعتاد السكان أن يتناولوه بكميات كبيرة عند الصباح مثلما يفعل ذلك سكان جبل لبنان (١) بالنسبة إلى الجبنة.
ولكن هل كان هذا هو (المن الحجازي) الذي أشار العرب إليه ، أم هو النوع الذي أشار إليه «ابن سينا» في الجزء الثاني ، المقالة الثانية من الفصل الخامس والسبعين ، فذلك أمر لم أتحقق منه.
وقيل إن أكثرية سكان الموصل من النسطوريين (٢) الذين يزعمون بأنهم مسيحيون ، لكنهم في الحقيقة أسوأ من أية ملة أخرى. ذلك أنهم لا يمارسون غالبا أي عمل كان سوى ترصد الطرق والانقضاض على المسافرين وقتلهم وسلبهم ، وبسبب ذلك كانت الطرق المتجهة إلى «نصيبين» (٣) ـ التي بلغناها في مدى خمسة أيام سيرا في أرض رملية وعرة ـ محفوفة بالمخاطر مما اضطرنا إلى أن نمكث عدة أيام انتظارا لجماعة أكثر عددا نستطيع أن نسافر معها في أمان.
__________________
(١) لبنان ذكره المؤلف باسم Algan
(٢) ليس صحيحا أن أكثرية سكان الموصل هم من النساطرة فعلى العكس إن غالبية سكانها من المسلمين ولكن أكثرية المسيحيين الساكنين فيها كانوا من النساطرة في الوقت الذي زارها راوولف فيه.
(٣) نصيبين كتبها المؤلف باسم زيبين Zibin وهي من المدن القديمة جدّا تقع على نهر جغ جغ أحد روافد نهر الخابور ورد في التوراة عنها أن الذي بناها هو نمرود ملك آشور ولا يوجد سند تاريخي لهذا القول.