فيها حسبما ذكر لنا السكان ذلك (١).
تقع الموصل عند تخوم أرمينيا في سهل واسع يزرع القسم الأعظم منه بالحنطة على الجانب الآخر من النهر. ذلك لأن هذا الجانب من أرض العراق رملي وقاحل يدعك تحس وكأنك تعيش في الصحراء العربية.
ومع هذا فالتجارة نشطة فيها ، إذ إن في المدينة مخازن كبيرة للسلع نتيجة وجود النهر ، حيث يتم نقل مختلف البضائع والفواكه من البلاد المجاورة بطريق النهر وبالبر إلى بغداد.
ولقد شاهدت نوعين من هذه الفواكه من جنس الجوز بأحجام كبيرة وصغيرة يسميه السكان باسم (البندق) (٢) كما شاهدت نوعا من «البطيخ» (٣) كبير الحجم بقدر قبضتي اليد كثير الانتشار هنا قيل لي عنه إنه يؤتى به من أرمينيا ، وهو صلب أسمر اللون حلو المذاق وهو كاليقطين (٤) ومع ذلك فهو حسن صالح للأكل ويحتوي على بذور صغيرة
__________________
(١) الثابت تاريخا أن نينوى قد دمرت على أيدي الماذيين والبابليين الذين تحالفوا معهم وكان ملك الماذيين هو أرباسيس ويعرف باسم كي اخسار أيضا وملك البابليين هو بلسيس أو نبوبلاسر وقد زحف الجيشان الماذي والبابلي على نينوى من كل الأطراف ودمراها تدميرا تامّا وذلك في سنة ٦١٢ ق. م. ولم تقم لمدينة نينوى أية قائمة بعد ذلك التاريخ (انظر رحلتي إلى العراق ج ١ ص ١١٧ تأليف بكنغهام ترجمة سليم طه التكريتي ط ١٩٦٨). وعلى هذا فإن تيمور لنك لم يهاجم نينوى كما قد يفهم من قول راوولف هذا ، وإنما هاجم مدينة الموصل التي تقع على الضفة اليمنى من نهر دجلة وذلك في سنة ١٣٩٣ م وزحف منها إلى بغداد فانتزعها من حكم الجلائريين في ذات السنة.
(٢) البندق ذكره المؤلف باسم بونت Bont.
(٣) البطيخ ذكره المؤلف باسم «مانا» Manna وهي ذات الكلمة التي تطلق على (المن) في اللغات الأوروبية ونظن أنه هو «الرقي».
(٤) اليقطين Calabria.