يعتبرهم الغير من الجنود الشجعان. ومن عدد هذه الريش يستطيع الأهلون أن يقدروا عدد المعارك التي خاضها أولئك الجنود ، أو العدد الذي قتلوه من الجنود المسيحيين.
وما خلا هذه العمائم يرتدي الإنكشاريون قبعات ذات تيجان عالية ، مصنوعة من اللباد الأبيض ، وهم يرتدونها بدلا من الخوذ ، وذلك حين يكونون في تأهب أو خروج إلى الحرب وتتدلى منها على الناصية شرائط مثقلة بالعقيق والياقوت والجواهر الأخرى التي يعلقون بها الريش ، وإن كانت هذه الحلي ليست غالية الثمن.
وهؤلاء الجند مثل بقية الأتراك المسلمين لا يطيلون شعور رؤوسهم بل يحلقونها عندما ينمو الشعر فيها ولا يتركون منه سوى خصلة من الخلف تتدلى إلى مسافة معتدلة. وهم في الوقت الحاضر يطلقون لحاهم وإن كانوا يحلقونها قبلا ، كما أنهم أخذوا في السنوات الأخيرة يربون الشوارب الغليظة. وتراهم يحملون البنادق أيام الحرب. أما في أوقات السلم ولا سيما عند ما يكونون في الحراسة فإنهم لا يحملون سوى الهراوات الطويلة.
ويسمح للجند بالزواج ، وأن يمتلكوا ـ إضافة إلى زوجاتهم ـ ما يغنمونه من أسيرات أثناء الحرب أو غيرها ، أو أن يبيعوهن إلى أي راغب في الشراء.
أما في أوقات الحرب وحين يكونون في إحدى الحملات العسكرية فإنهم يستطيعون العيش في تقشف شديد ، وأن يواصلوا السير طيلة اليوم كله دون أن يريحوا أنفسهم.
والحقيقة أن هؤلاء الجند وغيرهم من الجند الآخرين ، وبسبب المرتبات الجيدة التي تدفع لهم أيام السلم كما هي في أيام الحرب ، لا يبدون أية رغبة في التوجه إلى ميادين القتال ، أو أن يغيروا واجباتهم