وقد احتمل تيمور لنك تلك العبارة المستقبحة ، وأسرّها في نفسه ولذلك لم يهزم «بايزيد» في إحدى المعارك حسب بل أخذه أسيرا وحمله في قفص حديدي أشبه بوحش الغابة.
علي أن أعود الآن إلى موضوع الزواج فأقول إن زواج الأتراك لا يشترط فيه أن يصادق عليه أحد من رجال الدين قبل وقوعه (١). ذلك لأن على زوجاتهم أن يعشن في وفاق وسلام ومودة ، وأن لا يعارضن أزواجهن إلا في قضية واحدة هي عدم إحلال المساواة بينهن. فإذا ما حدث ذلك ، وهو يحدث في أغلب الأحيان ، فإنهن لا يجرأن على أن يشكين أزواجهن إلى القاضي أو الحاكم. ولذلك تعرض على القاضي كل يوم قضايا غريبة جدّا (لكنها ليست غريبة بالنسبة إليه). فإذا ما ظهر أن الزوج كان مذنبا كانت الزوجة في حل منه وإذ ذاك يقع الطلاق رأسا وفي ذات الساعة.
والنساء التركيات جميلات ومهندمات جدّا ومؤدبات إلى أبعد حد في تصرفاتهن ومسلكهن. وحين تزوج إحداهن وتزف إلى بيت بعلها يذهب أقاربها معها ، أي أنهم يدعون لحضور حفلة الزواج ، وعندئذ تبدأ الجلبة في الشوارع وتتعالى الأصوات أكثر فأكثر كلما استمروا في السير بحيث تستطيع أن تسمع أصواتهم تلك من مسافة غير قليلة.
ويتظاهر الأغنياء والمقتدرون من الأتراك أثناء زواجهم بمشاهد عديدة. فتراهم أثناء النهار يعقدون حلبات الرقص والسباق والتمثيل
__________________
من أحفاد جنكيزخان ولد سنة ١٣٣٥ م وشغل الوزارة في حكومة سيور غاتماش خان ثم تآمر عليه وأخذ الحكم من يده وأبقاه ملكا اسميّا زحف على إيران فاحتلها ثم توجه إلى بلاد الأتراك فانتزع منهم المدن الواحدة تلو الأخرى وأخيرا هزم سلطانهم بايزيد الأول وفتح الشام ومصر والعراق والتركستان.
(١) هذا زعم باطل من الرحالة لعل مبعثه جهله بأحكام الدين الإسلامي الحنيف. فلا بد لإتمام الزواج من مصادقة القاضي على عقد الزواج وبدون هذا التصديق لا يتم أي زواج.