بمنتهى الأدب طبقا لشرائعهم ولذلك سرعان ما يثقون بهم ويفضلونهم على غيرهم في المكان والماهية ، ويعتبرونهم من «الشلبية» الحقيقيين ، أي الأشراف.
ومع أن هؤلاء الأشخاص وغيرهم من الأتراك يحتفظون بعدة زوجات متباينات في المولد وفي النسب إلا أن لهن حصة متساوية في إدارة شؤون الأسرة. فكلهن يتزودن بالمأكل والمشرب والملبس على قدم المساواة. كما أن العمل يكون مقسما فيما بينهن بالقسطاس. ذلك لأن أيّا منهن لم تجلب لزوجها شيئا من المال ، بل إن هؤلاء الأزواج هم الذين يشترونهن من آبائهن بمبالغ نقدية كبيرة في بعض الأحيان ، ثم يجهزونهن بالملبس وما شاكله. ولذلك فإن الرابطة الزوجية تمنح الزوج سلطة أقوى من سلطة الزوجة ، ولهذا يستطيع الزوج أن يتزوج امرأة واحدة ثلاث مرات ثم يطلقها مرة أخرى (١).
ولكن الواقع أن الزوج لا يفعل ذلك إلا إذا خشي الفضيحة. وهذا ما تستطيع أن تستشفعه من كلمات السلطان التركي «بايزيد» (٢) التي وجهها إلى «تيمور» أو «تيمور لنك» (٣) والتي يقول له فيها من الأفضل له أن يعيد زوجته بعد أن طلقها ثلاث مرات ، من أن يهب للحرب ضده.
__________________
(١) وهذه مبالغة أخرى من المؤلف أيضا. ذلك لأن المسلم إذا ما طلق زوجته فلن يستطيع أن يتزوجها بعد طلاقها منه لكن إذا ما تزوجت رجلا غيره وطلقها ذلك الرجل طلاقا باتّا جاز لزوجها الأول أن يتزوجها ثانية ولا توجد حوادث تؤكد تكرار الزواج والطلاق من زوجين لأكثر من مرتين.
(٢) بايزيد كتبه المؤلف Bajazet ويقصد به بايزيد الأول الملقب بالصاعقة (ييلدبرم) وهو رابع السلاطين العثمانيين وابن السلطان مراد الأول ولد سنة ٧٦١ ه ـ ١٣٥٩ م وتولى العرش سنة ٧٩١ ه ـ ١٣٨٨ م واندحر أمام تيمور لنك في معركة أنقرة التي وقعت سنة ٨٠٤ ه ـ ١٤٠١ م ثم توفي في السنة التالية.
(٣) تيمور ذكره المؤلف باسم تيميري Temery وعرف باسم تيمور لنك أي تيمور الأعرج