أحد الأغنياء تولم لذلك وليمة ، ويشوى أحد العجول برمته. فهم يجيئون بعجل ويضعون في جوفه أحد الأكباش ثم يضعون في جوف ذلك الكبش دجاجة وفي جوف تلك الدجاجة بيضة ويطهونها سوية ويقدمونها في الوليمة وما بقي منها يوزعونه على الفقراء (١).
وحين يكبر الأطفال ويبدأون المشي يلبسونهم قمصانا فضفاضة من نسيج لطيف في عدة ألوان تسر الناظر إليها ، ثم يضعون على رؤوس الذين لم يختنوا بعد طاقيات ملونة مطرزة بالورود وتباع بشكل اعتيادي في الأسواق. لكنهم بعد أن يتم ختانهم يشرعون بارتداء العمائم البيض التي تصنع من نسيج القطن وتلف حول الطاقيات بطريقة خاصة ، ويبلغ طول الواحدة منها عشرين يردا.
ولدى السكان في هذه الأقطار عادة غريبة أخرى اعتادها الصغار والكبار والرجال والنساء على حد سواء ذلك أنهم يصنعون زواقا رقيقا من العفص والزاج الأخضر المحروق يزوقون به عيونهم ويحفظونها من الرمد كما يصبغون به شفاههم أيضا ، ويرسمون به حول عيونهم دوائر بنفس الطريقة التي نراها في أعناق الحمام المطوق الموجود في بلادنا. ويبدو أنهم ورثوا هذه التزويقات من القدم. كما أنهم يستعملون الكحل في عيونهم أيضا. ولقد قرأنا الكثير عن كحل العين في عدة أماكن في العهد القديم وأخص بالذكر الإصحاح الثالث والعشرين من سفر حزقيال ، الآية (٤٠) التي يقول فيها الرب على لسان النبي «وهكذا أقبلوا على من كانوا يغتسلون ويزوقون عيونهم ويزينون بالحلي».
أما ما يختص بتعليم الشبان فإنهم لا يتعلمون في المدرسة سوى
__________________
(١) هذه الوجبة الغريبة من الطعام غير معتادة لدى العرب أو الأتراك فالشائع أن يحشى جوف الخروف بالرز واللوز والفلافل وما شاكله ثم يطهى ويقدم على المائدة وهو ما يعرف عندنا بأكلة : «القوزي».