المؤمنين بالله وبقدرته تعالى إلى معان أخر ليقبلها أو لا يستبعدها من لا يؤمن بقدرة الله تعالى وخرق العادات الطبيعيّة؟ ولكنّ الفئة المذكورة يصرّون على ذلك ، فجاءوا في التفسير والامور الثابتة بالسنّة بآراء حديثة تنفي أو تضعف الإيمان باستناد المعجزات إلى الله تعالى ، وأنّه على كلّ شيء قدير.
أجل قد وقع رفع عيسى عليهالسلام ونزوله موردا لتشكيك هؤلاء الكتّاب المتنوّرين ، وقد سبقهم في إبداء ذلك شيخهم محمّد عبده على ما نقل عنه تلميذه رشيد رضا في كتابه المسمّى ب «تفسير المنار» (١) ، ثمّ أخذ ذلك منه غيره من الأزهريّين ، كمحمّد فهيم أبو عبية ، وغيره ، وقد ردّ عليهم جماعة من أكابر علماء أهل السنّة ، فأظهروا غيرتهم على الكتاب والسنّة ، مثل الاستاذ محمّد علي حسين البكري في رسالة أسماها : «صواعق الملكوت على أباطيل الاستاذ شلتوت» ، والشيخ محمّد زاهد الكوثري في رسالة أسماها : «نظرة عابرة» ، والصدّيق الغماري في : «عقيدة أهل الإسلام في نزول عيسى عليهالسلام» ، وله أيضا : «إقامة البرهان على نزول عيسى في آخر الزمان» ، والكشميري في : «عقيدة الإسلام في حياة عيسى عليهالسلام» ، وغيرهم.
وممّن ردّ على الشيخ شلتوت الشيخ مصطفى صبري شيخ الإسلام للدولة العثمانيّة سابقا في كتابه : «موقف العقل والعلم والعالم من ربّ العالمين وعباده المرسلين» ، ولا بأس بنقل كلامه بطوله إيضاحا للموضوع.
قال : وممّا يجدر بالذكر هنا أنّه نشرت مجلّة «الرسالة» في عددها (٤٦٢) مقالة للشيخ شلتوت ، وكيل كلّيّة الشريعة ، وعضو هيئة كبار
__________________
(١) راجع ج ٣ ص ٣١٧.