العلماء ، يجيب فيها على سؤال ورد إلى مشيخة الأزهر عن مسألة رفع عيسى عليهالسلام من عبد الكريم خان بالقيادة العامّة الانكليزيّة لجيوش الشرق الأوسط ، ولعلّ السائل هندي قاديانيّ المذهب ، أراد الحصول على فتوى من الأزهر تؤيّد مذهبه ، ولعلّ مشيخة الأزهر ندمت بعض الندامة على ما سبق لها من تنفيذ القرار الصادر عن هيئة كبار العلماء لفصل الطالبين الالبانيّين القاديانيين من الأزهر ، إذ حوّلت السؤال إلى الشيخ كاتب المقالة من بين أعضاء الهيئة الّذي ستعرف نزعته القاديانيّة في المسألة المحوّلة إليه (١).
فكان جوابه أنّه عليهالسلام مات في الأرض ورفعت روحه ، ولم يرفع حيّا كما ذهب إليه المفسّرون قبل الشيخ. وإذا لم يصحّ رفعه سقط القول بنزوله في آخر الزمان ، كما ورد في الأحاديث الّتي لا يعتمد عليها الشيخ المجيب رغم كثرتها ، بحجّة أنّها أخبار آحاد لا تبنى عليها المسائل الاعتقاديّة. فهو كما خطّا المفسّرين في مسألة رفع المسيح ، خطّا علماء اصول الدين القائلين بنزوله على أنّه من أشراط الساعة.
والخلاف بين الشيخ شلتوت وبين المفسّرين والمتكلّمين والمحدّثين راجع إلى الخلاف في إنكار المعجزات والاعتراف بها بين المنكرين الّذين منهم الشيخ والمعترفين الّذين منهم أهل التفسير والحديث والكلام ، فمن لم يؤمن بالمعجزات فدأبه رفض الأحاديث والآيات الواردة فيها
__________________
(١) وكنت قد سمعت عند ما فاوضت هيئة كبار العلماء فيما بينهم للبتّ في أمر الطالبين المذكورين أنّ في الهيئة من يشذّ ويتردّد في الإفتاء بكفر المنكر لكون نبيّنا صلىاللهعليهوآله آخر الأنبياء ، طعنا منه في حجّيّة الحديث الوارد فيه والإجماع المنعقد عليه ، وفي دلالة قوله تعالى : و (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ) عليه القطعيّة ... الخ.