وكفاك لو لم تدر إلاّ كربلا |
|
يوم ابن حيدر والسيوف عواد |
أيّام قاد الخيل توسع شاؤها |
|
من تحت كلّ شمردل مغوار |
هاجوا إلى الحرب العوان كأنّما |
|
تبدو لهم عذراء ذات خمار |
يمشون في ظلّ السيوف تبختراً |
|
مشي التريف معاقر العقّار |
وتناهبت أجسادهم بيض الضبا |
|
فمسربل بدم الوتين وعار |
وانصاع نحو الجيش نجل الضيغم |
|
الكرّار مثل الضيغم الكرّار |
يوفي على الغمرات لا يلوي به |
|
فقد الظهير وقلّة الأنصار |
لليوم من أنواره وقد انكفت |
|
بنهاره الهبوات خير نهار |
فيا نفس سيلى من المحاجر سيل الأنهار ، ويا لهبات الأحزان كنّي في الضمائر بالاستعار ، فقد دارت على مراكن الشرف الدوائر من بدع الأقدار ، وحلّت ببيت الفخر أمّ الفواقر فأخلت من أربابه الديار ، فلا تسمع في محانى تلك المحاظر نغمات الأسحار ، ولا تشمّ من تلك الوجوه الزواهر حارساً ولا سمّار ، فعلى مثل مصاب سادات الأعاصر فلمتكدّر الأعصار ، أو لا تكونون كمن خيّم هذا الرزء العاقر في مرابع سلوانه والاصطبار ، وحطّم بكلاكل الداء المخاير منه كلا الاستثبار (١) ، فرثاه بما استتر في السرائر من المراثي والأشعار ، ولله درّه من راث وشاعر قد طاب منه التجّار.
__________________
١٦١ ، وابن بنت منيع كما عنه في ذخائر العقبى : ص ١٤٩ ـ ١٥٠.
وأورده ابن عبد البرّ في العقد الفريد : ٤ : ٣٤٨ ، والقاضي النعمان في شرح الأخبار : ٣ : ١٥٠ / ١٠٨٨ ، والحلواني في نزهة الناظر : ٨٧ ـ ٨٨ ، وورّام بن أبي فراس في مجموعته : ٢ : ٩٨ ط النجف ، والذهبي في السير : ٣ : ٣١٠ ، والحسن بن شعبة في تحف العقول : ص ٢٤٥ ، والآبي في نثر الدّر : ١ : ٣٣٧ ، والإربلي في ترجمة الإمام الحسين عليهالسلام من كشف الغمّة : ٢ : ٢٤٤ في عنوان : « الثامن : في ذكر شيء من كلامه عليهالسلام ».
(١) من بعد قوله : « الداء » إلى هنا غير واضح في النسخة ، وما أثبتناه هو ظاهر رسم الخطّ.