لا نخلّيك أو نخلّي الأعادي |
|
تتخلّى رؤوسها عن طلاها |
أو تنال السيوف منّا غذاها |
|
وتروّي الرماح منا ظماها |
وروي أنّ عمر بن سعد لعنه الله لمّا خيّم بتلك الجنود الكثيرة ، وحطّ على مرابع الطفّ بهاتيك الجموع الغفيرة ، وكان ذلك لستّ ليال خلون من المحرّم ، فلمّا نزل بعث إلى الحسين عليهالسلام رسولاً يقال له كثير بن عبد الله الشعبي ، وكان فارساً لا يردّ وجهه شيء ، فقال : إذهب إلى الحسين واسأله ما الّذي جاء به ؟
فقال كثير : والله إن شئت لأفتكنّ به !
فقال عمر : ما أريد أن تفتك به ، ولكن سله عن ذلك.
فأقبل كثير إلى الحسين عليهالسلام ، فلمّا رآه أبو ثمامة الصيداوي قال للحسين عليهالسلام : قد جاءك يا أبا عبد الله شرّ أهل الأرض وأجرأهم على إهراق الدماء.
فقام إليه فقال له : ضع سيفك. قال : لا ولا كرامة ، إنّما أنا رسول ، إن سمعتم كلامي بلغتكم إيّاه ، وإن أبيتم انصرفت عنكم.
فقال له أبو ثمامة : إني آخذ بقائم سيفك ثمّ تكلّم.
قال : لا والله ولا تمسّه.
قال : إذا أخبرني بما جئت به وأنا أبلّغه عنك ولا أدعك تدنو منه أبداً ، فإنك فاجر فاسق.
فانصرف إلى ابن سعد وأخبره بذلك ، فدعا عمر بن سعد قرّة بن قيس الحنظلي فقال له : ويحك ، الق حسيناً وقل له : ما جاء بك ، وما يريد ؟
فأتاه قرّة ، فلمّا رآه الحسين عليهالسلام قال : « أتعرفون هذا المقبل » ؟
فقال له حبيب بن مظاهر : هذا رجل من بني حنظلة تميم ، وهو ابن اختنا ، وقد كنت أعرفه بحسن الرأي وما كنت أراه يشهد هذا المشهد !
فجاء فسلّم على الحسين وأبلغه رسالة عمر بن سعد إليه ، فقال له الحسين : « كتب إليّ أهل هذا المصر أن اقدم علينا ، فأمّا إذا كرهتموني فأنا منصرف عنكم ».
فقال حبيب بن مظاهر : ويحك يا قرّة ، أين تذهب إلى القوم الكافرين ، انصر