يرمى الطغاة بفيلق من نفسه |
|
جم العديد طويل باع المغنم |
وكتائب ترمي الجبال بمثلها |
|
بأساً وتزهق من دويّ عرمرم |
من كلّ شين اللبدتين كأنّما |
|
عرفت يداه السيف قبل المعصم |
ومضيّق عند الحفاض ! لثامه |
|
متطلّع عنه تطلع أرقم |
يغشى الوغا متهلّلا فكأنّه |
|
تحت العجاجة غرّة في أدهم |
وشمردل عبل المرافق لو سرى |
|
أنسى السراة ربيعة بن مكدّم |
حيّ من الأقران لم يتسامروا |
|
إلاّ بذكر مثقف ومطهّم |
وإذا تنادوا آل غالب في الوغى |
|
نسفوا متالع يَذبل فيلملم |
يقتادهم ضخم الدسيعة أصيد |
|
ثبت الجنان بعيد مهوى المخذم |
بطل يرى الهندي أصدق صاحب |
|
ومخيّم الهيجاء خير مخيّم |
فبخ بخ لهم فازوا بالوصال إذ بذلوا ما أراد المحبوب ، وتنعّموا ببديع الجمال حيث مالت منهم القلوب ، فكان متن السيوف الصقال صقال الخدود ، وكأنّ حطيم القنا العسّال في أكفّهم غداير الجعود ، كرعوا قرقف الحقيقة فثملوا بصهباء العرفان ، وسلكوا ملحوب الطريقة وقطعوا السهول والأحزان.
روي أنّ الحسين عليهالسلام لما لقى العسكر نادى : « أما من مغيث يغيثنا لوجه الله ، أما من ذابّ يذبّ عن حرم رسول الله ».
فإذا الحرّ بن يزيد الرياحي قد أقبل إلى عمر بن سعد لعنه الله فقال له : أمقاتل أنت هذا الرجل ؟
فقال : إي والله ، قتالاً أيسره أن تطير فيه الرؤوس وتطيح الأيدي.
قال : فمضى الحرّ ووقف موقفاً من أصحابه وأخذه مثل الأفكل ، فقال له مهاجر بن أوس : والله إنّ أمرك لمريب ، ولو قيل لي : من أشجع أهل الكوفة ؟ لما عدوتك ، فما هذا الّذي أراه منك ؟!
فقال : والله إنّي أخيّر نفسي بين الجنة والنار ، فوالله لا أختار على الجنة شيئاً ، ولو قطّعت وأحرقت.