فتظنّ عينك أنّهم صرعى وهم |
|
في خير دار فارهين رقودا |
وأقام معدوم النظير فريد بيت |
|
المجد معدوم النصير فريدا |
يلقى القفار صواهلاً ومناصلا |
|
ويرى النهار قصاطلا وبنودا |
ساموه أن يردوا الهوان أو المنيّة |
|
والمسوّد لا يكون مسودا |
روي في كتاب « الملهوف على قتلى الطفوف » أنّه لمّا تفانى أصحاب الحسين عليهالسلام ولم يبق معه إلاّ أهل بيته وهم ولد أمير المؤمنين عليهالسلام وولد جعفر وولد عقيل وولد الحسن السبط وولده عليهالسلام ، اجتمعوا وجعل يودّع بعضهم بعضاً وعزموا على الحرب ، فأوّل من برز منهم عبد الله بن مسلم بن عقيل ، وشدّ على القوم وهو يرتجز ويقول :
اليوم ألقى مسلماً وهو أبي |
|
وفتية بادوا على دين النبيّ |
||
ليسوا بقوم عرفوا بالكذب |
|
لكن خيار وكرام النسب |
||
|
من هاشم السادات أهل الحسب |
|
||
فقاتل حتّى قتل في ثلاث حملات ثمانية وتسعين فارساً ، ثمّ قتله عمر بن صبيح الصيداوي وأسد بن مالك (١).
ثمّ برز من بعده محمّد بن مسلم ، فقاتل حتّى قتل ، وقاتله محمّد بن علي الأزدي
__________________
(١) ما عثرت على مقتل أولاد عقيل في الملهوف المطبوعة عندي ، بل رواه الخوارزمي في المقتل : ٢ : ٢٦.
وقال المفيد رحمهالله في الإرشاد : ٢ : ١٠٧ : ثمّ رمى رجل من أصحاب عمر بن سعد يقال له « عمرو بن صبيح » عبد الله بن مسلم بن عقيل رحمهالله بسهم ، فوضع عبد الله يده على جبهته يتّقيه ، فأصاب السهم كفّه ونفذ إلى جبهته فسمّر به ، فلم يستطع تحريكها ، ثمّ انتهى إليه آخر برمحه فطعنه في قلبه فقتله.
ومثله في الكامل لابن الأثير : ٤ : ٧٤ ، وتاريخ الطبري : ٥ : ٤٤٧ عن أبي مخنف ، ومقاتل الطالبيين لأبي الفرج : ص ٩٨.