فقلت له : سبحان الله ، وما تريد بذلك ؟ أما والله لو ضربني ما بسطت يدي إليه بسوء ، يكفيك هؤلاء الّذين تراهم قد احتوشوه.
فقال : والله لأقتلنّه. فشدّ عليه ، فما ولي حتّى ضرب رأسه بالسيف ، فوقع الغلام لوجهه وصاح : « يا عمّاه ». فجلى الحسين عنه كما يجلى الصقر ، ثم شدّ شدّة ليث مغضب ، فضرب عمراً قاتل القاسم بالسيف ، فاتّقاده بيده فأطنّها من المرفق ، فصاح صيحة هائلة ، فحملت خيل أهل الكوفة ليستنقذوا عمراً من الحسين عليهالسلام فوطأته الخيل حتّى هلك لا رحمه الله تعالى.
قال حميد بن مسلم : فانجلت الغبرة وإذا بالحسين عليهالسلام قائم على رأس الغلام وهو يفحص برجله الأرض والحسين يقول : « بعداً لقوم قتلوك ومن خصمهم يوم القيامة جدّك وأبوك ».
ثمّ قال : « قد عزّ والله على عمّك أن تدعوه فلا يجيبك ، أو يجيبك فلا يغني عنك شيئاً ، هذا يوم والله كثر واتره وقلّ ناصره ». ثمّ حمله صلوات الله عليه على صدره.
قال حميد : كأنّي أنظر إلى رِجلي الغلام تخطّان في الأرض وقد وضع صدره على صدره ، فقلت في نفسي : ما يريد أن يصنع به ؟ فجاء حتّى وضعه بين القتلى من أهل بيته (١).
ثمّ برز من بعده أخوه عبد الله بن الحسن عليهالسلام فقاتل قتالاً شديدا حتّى قتل أربعة عشر رجلاً ، ثم قتله هانئ بن ثبيت الحضرمي (٢).
__________________
(١) رواه الخوارزمي في المقتل : ٢ : ٢٧ مع اختلافات لفظية.
ورواه أبو مخنف في وقعة الطف : ص ٢٤٤ وعنه الطبري في تاريخه : ٥ : ٤٤٧.
ورواه المفيد في الإرشاد : ٢ : ١٠٧ ، وأبو الفرج في مقاتل الطالبيّين : ص ٩٢ ، والسيّد ابن طاوس في الملهوف : ص ١٦٧.
(٢) رواه الخوارزمي في المقتل : ٢ : ٢٨ وفيه : وهو يقول :
إن تنكروني فأنا ابن
حيدرة |
|
ضرغام آجام وليث
قسورة |