ثمّ برز من بعده أخوه أبو بكر بن الحسن عليهالسلام فقتله عقبة الغنوي (١).
ثمّ برز من بعده علي بن الحسين ، وكان من أصبح الناس وجهاً ، وأحسنهم خلقاً ، فاستأذن أباه في القتال فأذن له ، ثم نظر إليه الحسين نظرة آيس منه وأرخى عليهالسلام عينيه على خدّيه وبكى ، ثمّ قال : « اللهمّ اشهد عليهم أنّه قد برز إليهم غلام أشبه الناس برسولك خَلقاً وخُلقاً ومنطقاً وسمتاً » (٢)
قال الراوي : فتقدّم عليّ نحو القوم ونظر إلى صفوفهم فشدّ عليه بسيفه وهو
__________________
على الأعادي مثل
ريح صرصرة |
|
أكيلكم بالسيف كيل
السندرة |
وانظر وقعة الطف لأبي مخنف : ص ٢٤٩ ، وتاريخ الطبري : ٥ : ٤٦٨ ، ومقاتل الطالبيين لأبي الفرج : ص ٩٣ ، وذكروا أنّ قاتله حرملة بن كاهل الأسدي رماه بسهم فقتله.
(١) رواه أبو مخنف في وقعة الطف : ص ٢٤٨ وفيه : ورمى عبد الله بن عقبة الغنوي أبا بكر بن الحسن بن علي بسهم فقتله. ومثله في تاريخ الطبري : ٥ : ٤٤٨.
(٢) قال الخوارزمي في المقتل ٢ : ٣٠ : فتقدّم علي بن الحسين وأمّه ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي ، وهو يومئذ ابن ثمان عشرة سنة ، فلمّا رآه الحسين رفع شيبته نحو السماء وقال : « اللهمّ أشهد على هؤلاء القوم فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خلقاً وخُلقاً ومنطقاً برسولك محمّد صلى الله عليه [ وآله ] وسلّم ، كنّا إذا اشتقنا إلى وجه رسولك نظرنا إلى وجهه ، اللهمّ فامنعهم بركات الأرض وإن منعتهم ففرّقهم تفريقاً ومزّقهم تمزيقاً واجعلهم طرائق قدداً ولا ترض الولاة عنهم أبداً ، فإنهم دعونا لينصرونا ثمّ عدوا علينا ليقاتلونا ويقتلونا ».
ثمّ صاح الحسين بعمر بن سعد : « ما لك قطع الله رحمك ولا بارك لك في أمرك ، وسلّط عليك من يذبحك على فراشك ، كما قطعت رحمي ، ولم تحفظ قرابتي من رسول الله ».
ثمّ رفع صوته وقرأ : ( إِنَّ اللهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )» [ ٣٣ : آل عمران / ٣ ].
ثمّ حمل علي بن الحسين وهو يقول :
أنا علي بن الحسين
بن علي |
|
نحن وبيت الله
أولى بالنبي |
والله لا يحكم
فينا ابن الدعي |
|
أطعنكم بالرمح
حتّى ينثني |
أضربكم بالسيف
حتّى يلتوي |
|
ضرب غلام هاشمي
علوي |