ثمّ قام وأخذ بيدي ويد يحيى ومضى بنا إلى بعض الغدران وقال : ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ) ، ومشى على الماء ونحن ننظر إليه حتّى رأينا كعبه يلوح على الماء فقلت : الله أكبر ، أنت الكلمة الكبرى ، والحجّة العظمى ، صلوات الله عليك.
فالتفت إلينا وقال : « ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم : المدخل فينا مَن ليس منّا ، والمخرج منّا من هو منّا ، والقائل إنّ لهذين الصنفين في الإسلام نصيباً » (١) (٢).
وروي في كتاب المجالس أنّه عليهالسلام أقبلت إليه ظبية وشكت إليه أنّ الصيّاد أخذ ابنها وهي لم ترضعه ، فدعا عليهالسلام بالصيّاد وأقسم عليه بردّ ابنها ، فلمّا رأته جمجمت دمعتها وجرت فوق وجنتها وقال : أشهد أنّك من أهل بيت الرحمة ، وأنّ بني أمية من أهل بيت اللعنة والعذاب (٣).
__________________
(١) في عيون المعجزات : والقائل أنّ لهما في الإسلام نصيبا. أعني هذين.
(٢) ورواه الشيخ حسين بن عبد الوهاب في عيون المعجزات : ص ٧٦ ، وعنه المجلسي في البحار : ٤٦ : ١٠٢ ح ٩٢ من باب مكارم أخلاقه وعلمه عليهالسلام.
(٣) وقريباً منه رواه الصفار في بصائر الدرجات : ص ٣٥٠ الباب ١٥ من الجزء ٧ ح ١٠ قال : حدثنا الحسين بن علي ومحمّد بن أحمد بن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن علي وعلي بن محمّد الحنّاط ، عن محمّد بن سكن ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر قال : بينا علي بن الحسين مع أصحابه إذ أقبل ظبية من الصحراء حتّى قامت حذاه وصوّتت ، فقال بعض القوم : يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ما تقول هذه الظبية ؟ قال : « يزعم أنّ فلاناً القرشي أخذ خشفها بالأمس ، وإنّها لم ترضعه من أمس شيئاً ». فبعث إليه علي بن الحسين عليهالسلام : « أرسل إلَيّ بالخشف » ، فلما رأت صوتت وضربت بيديها ثمّ أرضعته. قال : فوهبه علي بن الحسين عليهالسلام لها وكلّمها بكلام نحواً من كلامها ، وانطلقت في الخشف معها ، فقالوا : يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ما الّذي قال ؟ قال : « دعت الله لكم وجزاكم بخير ».
ورواه المفيد في الاختصاص : ص ٢٩٩ في أنّهم يعرفون منطق الحيوانات ، وعنهما المجلسي في البحار : ٤٦ : ٢٤٠ ح ٦ من باب معجزاته ومعالي أموره عليهالسلام.
ورواه الراوندي في الخرائج والجرئح : ١ : ٢٥٩ ح ٤ من معجزاته عليهالسلام ، والإربلي في كشف