وروي في كتاب العلل عن جابر بن يزيد الجعفي أنّه سأله عمرو بن يزيد بن شمر فقال له : يا جابر ، لمَ سمّي الباقر باقراً ؟ قال : لأنه بقر العلم بقراً ، أي شقّه شقّاً وأظهره إظهاراً ، لقد حدّثني جابر بن عبد الله الأنصاري أنّه قال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : « يا جابر ، إنّك ستبقى وستلقى (١) ولدي محمّد بن عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب المعروف في التوراة بالباقر (٢) ، فإذا لقيته فاقرأه منّي السلام ».
[ قال جابر : ] فبينما أنا في بعض سكك المدينة إذ لقيت غلاماً لم أر مثله قطّ ، فقلت له : مَن أنت يا غلام ؟
فقال : [ أنا ] محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ».
فقلت له : يا بُنيّ ، أقبل. فأقبل ، ثمّ قلت له : أدبر. فأدبر ، فرأيت شمائل رسول الله صلىاللهعليهوآله وربّ الكعبة ، فقلت له : يا بُني ، إذا أنت الباقر.
قال : « نعم ».
قلت له : يا مولاي ، إنّ رسول الله يقرؤك السلام.
فقال : « وعلى رسول الله السلام [ ما دامت السماوات والأرض ، ] وعليك يا جابر بما حملت السلامَ السلام » (٣). (٤)
فرجع محمّد بن علي إلى أبيه علي بن الحسين مذعوراً فأخبره الخبر ،
__________________
(١) في المصدر : « ستبقي حتّى تلقى ».
(٢) في المصدر : « ستبقي حتّى تلقى ».
(٣) في المصدر : « بما بلّغت السلام » ، وليس فيه السلام الثاني.
(٤) رواه الصدوق في علل الشرائع : ١ : ٢٣٣ باب ١٦٨ العلّة الّتي من أجلها سمّي أبو جعفر محمّد بن علي عليهالسلام الباقر ، وزاد بعده : فقال له جابر : يا باقر ، يا باقر أنت الباقر حقّاً ، أنت الّذي تبقر العلم بقراً. ثمّ كان جابر يأتيه فيجلس بين يديه فيعلّمه وربما غلط جابر فيما يحدّث به عن رسول الله صلىاللهعليهوآله فيرد عليه ويذكّره فيقبل ذلك منه ويرجع إلى قوله ، وكان يقول : يا باقر ، يا باقر ، يا باقر أشهد بالله أنّك قد أوتيت الحكم صبيّاً.
ورواه أيضاً في كمال الدين وتمام النعمة : ص ٢٥٣ باب ٢٣ ح ٣ ، وعنه المجلسي في البحار : ٤٦ : ٢٢٥ ح ٤ من باب مناقبه عليهالسلام.