فقال عليهالسلام : « يا بُني ، فعلها جابر » ؟ قال : « نعم ».
قال : « إذاً يا بُني الزم بيتك ».
وكان جابر بعد ذلك يأتي إليه طرفي النهار ، فكان أهل المدينة يقولون : وا عجباً لجابر ، يأتي إلى هذا الغلام طرفي النهار وهو آخر من بقي من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله ! فلم يلبث أن مضى علي بن الحسين عليهماالسلام فجعل محمّد بن علي الباقر يأتي جابر كرامة لصحبته لرسول الله صلىاللهعليهوآله .
فجلس عليهالسلام يوماً يحدّث النّاس عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال أهل المدينة : ما رأينا كهذا كذّاباً ! يحدّث النّاس عن شيء لم يره ، فلمّا سمع ما يقولون حدثهم عن جابر ، فصدّقوه ، وكان والله يأتيه جابر فيتعلّم منه (١).
__________________
(١) ورواه الراوندي في الخرائج : ١ : ٢٧٩ ح ١٢ قال : إنّ أبا عبد الله عليهالسلام قال : إنّ جابر بن عبد الله رضياللهعنه كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله وكان رجلاً منقطعاً إلينا أهل البيت ، وكان يقعد في مسجد الرسول معتجراً بعمامة ، وكان يقول : « يا باقر ، يا باقر » ، فكان أهل المدينة يقولون : جابر يهجر ، فكان يقول : لا والله لا أهجر ، ولكني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : « إنّك ستدرك رجلاً مني اسمه اسمي وشمائله شمائلي ، يبقر العلم بقراً » ، فذلك الذي دعاني إلى ما أقول.
قال : فبينما جابر ذات يوم يتردّد في بعض طرق المدينة إذ مر بمحمّد بن علي عليهماالسلام فلمّا نظر إليه قال : يا غلام ، أقبل. فأقبل ، ثمّ قال : أدبر. فأدبر ، فقال : شمائل رسول الله صلىاللهعليهوآله [ والّذي نفس جابر بيده ] ، ما اسمك يا غلام ؟
فقال : أنا محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. فقبّل رأسه ، ثمّ قال : بأبي أنت وأمّي ، أبوك رسول الله يقرئك السلام. فقال : « وعلى رسول الله السلام ».
قال : ويقول لك ... ويقول لك ....
فرجع محمّد إلى أبيه وهو ذعر ، فأخبر بالخبر ، فقال : يا بُنيّ ، قد فعلها جابر ؟ قال : نعم.
قال : يا بني ، الزم بيتك.
قال : فكان جابر يأتيه طرفي النهار ، فكان أهل المدينة يقولون : وا عجباً لجابر يأتي هذا الغلام طرفي النهار ، وهو آخر من بقي من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله ! فلم يلبث أن مضى علي بن الحسين ، فكان محمّد بن علي عليهماالسلام يأتيه على الكرامة لصحبته لرسول الله صلىاللهعليهوآله .