وروي في كتاب المجالس عن أبي بصير قال : دخل على الباقر [ عليهالسلام ] مؤمنٌ من أهل الرملة وقال له : فداك أبي وأمّي ، قد مات أبي وهو يتوالى آل أميّة وأنا أتولاكم ، فخبى عنّي ماله لإيماني بكم.
فكتب له أبو جعفر عليهالسلام كتاباً وختمه بخاتمه وقال : « امض الليلة إلى البقيع وناد : يا درجان ، يأتيك رجل ، فادفع إليه الكتاب ».
فمضى الرجل فنادى ، فأتاه فأعطاه الكتاب ، فما لبث أن جاء بأبيه أسوداً كالقار ، فقال له الفتى : ما غيّرك يا أبت ؟ قال : لهب الجحيم ، كنت أتولّى آل أمية وأفضّلهم على أهل بيت النبي ، وكنت أبغضك لموالاتك لهم فزويت عنك مالي وهو الخبئية تحت الزيتونة ، وهو مئة وخمسون ألف ديناراً ، فادفع يا بني إلى الباقر منها خمسين ألفاً ولك الباقي.
فرجع الرجل ودفع الخمسين ألف ديناراً إلى الإمام (١).
__________________
فكتب العامل بجميع ذلك إلى هشام ، فارتحلنا في اليوم الثاني ، فكتب هشام إلى عامل مَديَن يأمره بأن يأخذ الشيخ فيُطمره ، فأخذوه فطمروه رحمة الله عليه.
وكتب إلى عامل مدينة الرسول أن يحتال في سمّ أبي في طعام أو شراب ، فمضى هشام ولم يتهيّأ له في أبي شيء من ذلك.
ورواه عنه السيّد ابن طاوس في كتاب الأمان من أخطار الأسفار والأزمان : ص ٦٦ ، وعنهما في البحار : ٤٦ : ٣٠٦.
ورواه الراوندي في الخرائج والجرائح : ١ : ٢٩١ ح ٢٥ من معجزات الإمام الباقر عليهالسلام.
(١) ورواه ابن شهر آشوب في المناقب : ٤ : ٢٠٩ في آياته عليهالسلام ، والفتّال النيسابوري في روضة الواعظين : ص ٢٠٥ ، وابن حمزة في الثاقب في المناقب : ص ٣٧٠ ح ٣ / ٣٠٦.
ورواه الراوندي في الخرائج : ٢ : ٥٩٧ ح ٩ من باب أعلام الإمام الباقر عليهالسلام قال : ومنها ما روى أبو عيينة قال : كنت عند أبي جعفر عليهالسلام فدخل رجل فقال : أنا من أهل الشام أتولاّكم وأبرأ من عدوّكم ، وأبي كان يتولّى بني أميّة وكان له مال كثير ، ولم يكن له ولد غيري ، وكان مسكنه بالرملة ، وكانت له جُنَينة يتخلى فيها بنفسه ، فلمّا مات طلبت المال فلم أظفر به ، ولا أشكّ أنّه دفنه وأخفاه منّي.
قال أبو جعفر : أفتحبّ أن تراه وتسأله أين موضع ماله ؟ قال : إي والله ، إنّي فقير محتاج.