مصنوعين لأجلنا ) (١) ، من آمن بنا آمن بالله ، ومن ردّ علينا ردّ على الله ، ومن شكّ فينا شك في الله ، ومن عرفنا عرف الله ، ومن تولّى عنا تولّى عن الله ، ومن تبعنا أطاع الله ، [ ونحن الوسيلة إلى الله ، والوصلة إلى رضوان الله ، ولنا العصمة والخلافة والهداية ، وفينا النبوّة والإمامة والولاية ، ونحن معدن الحكمة وباب الرحمة ، ونحن كلمة الله والمثل الأعلى والحجّة العظمى والعروة الوثقى الّتي من تمسّك بها نجا وتمّت البشرى ] » (٢).
وروي في كتاب كشف الغمّة أن مولد الإمام التقيّ أبي جعفر محمّد بن علي الرضا عليهالسلام كان في ليلة التاسعة عشر من شهر رمضان ، وقيل في النصف منه ليلة الجمعة ، سنة خمس وتسعين ومئة من الهجرة (٣).
وظهرت له بعد مولده معاجز أبهرت العقول ، وأعجزت أهل المعقول والمنقول ، كما روي في كتاب المشارق أنّه خرج قبل موت أبيه إلى مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله وكان عمره سنتين ، فجاء المنبر ورقا منه درجة ثمّ نطق فقال : « أنا محمّد بن علي الرضا ، أنا الجواد ابن الجواد ، أنا العالم بالأنساب في الأصلاب ، أنا أعلم بسرائركم وظواهركم وما أنتم صائرون إليه ، علم منحني به من خلق الخلق قبل تكوين الذرّ وهو باق إلى بعد فناء السماوات والأرضين ، ولولا تظاهر أهل الباطل ودولة أهل الضلال ووثوب أهل الشك لقلت قولاً يتعجّب منه الأوّلون والآخرون ».
ثم وضع يده على فيه وقال : « اصمت يا محمّد بن علي كما صمت أبوك » (٤).
__________________
(١) ما بين القوسين ليس في المشارق ، وبدله : « ونحن السبيل والسبيل والمنهج القويم والصراط المستقيم ».
(٢) مشارق أنوار اليقين : ص ٣٩ وجميع ما بين المعقوفات منه.
(٣) كشف الغمّة : ٣ : ١٥٩ عن الطبرسي في إعلام الورى : ص ٣٢٩ فصل ١ من الباب ٨.
ورواه أيضاً في كشف الغمة : ص ١٥٢ عن ابن الخشّاب : ( مجموعة نفيسة : ص ١٩٥ ).
(٤) مشارق أنوار اليقين : ص ٩٨ فصل ١١ وفيه : فمن ذلك ما روي عنه أنّه جيء به إلى