بمساجده ساجداً على الأرض لربّه تعالى.
قالت حكيمة : فدنوت منه فوجدته طاهراً مطهراً مختوناً مسروراً منضفاً جاثياً على الأرض قائلاً : « أشهد أن لا إله إلاّ الله ، وأن محمّداً رسول الله ». وعلى عضده مكتوب : ( وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) (١) ، ورائحة نجوه كالمسك تستره الأرض بابتلاعه ، وكان ذاكراً لربّه مستقبلاً للقبلة بوجهه حامداً لله ، وعطس ثلاثاً قائلاً : « الحمد لله ربّ العالمين ، وصلى الله على محمّد وآله عبداً ذاكراً لله غير مستنكف ولا مستكبر ».
ثم قال : « زعمت الظلمة أنّ حجّة الله داحضة ، ولو أذن لي في الكلام لزال الشكّ » (٢).
__________________
(١) سورة الأنعام : ٦ : ١١٥.
(٢) لم أجده في الإرشاد ، والحديث رواه مفصلاً ـ مع مغايرات ـ الشيخ الصدوق في كمال الدين : ج ٢ ص ٤٢٤ باب ٤٢ ح ١ قال : حدثنا محمّد بن الحسن بن الوليد رضياللهعنه قال : حدثنا محمّد بن يحيى العطار قال : حدثنا أبو عبد الله الحسين بن رزق الله قال : حدثني موسى بن محمّد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام قال : حدثتني حكيمة بنت محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام قالت : بعث إليّ أبو محمّد الحسن بن علي عليهماالسلام فقال : يا عمّة ، اجعلي إفطاركِ [ هذه ] الليلة عندنا ، فإنّها ليلة النصف من شعبان ، فإنّ الله تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجّة وهو حجته في أرضه.
قالت : فقلت له : ومَن أمّه ؟ قال لي : نرجس.
قلت له : جعلني الله فداك ؛ ما بها من أثر !
فقال : هو ما أقول لك.
قالت : فجئت فلمّا سلّمت وجلست جاءت تنزع خُفّي وقالت لي : يا سيّدتي [ وسيّدة أهلي ] ، كيف أمسيت ؟ فقلت : بل أنت سيّدتي وسيّدة أهلي.
قالت : فأنكرت قولي وقالت : ما هذا يا عمّة ؟.
قالت : فقلت لها : يا بُنيّة ، إن الله تعالى سيهب لك في ليلتك هذه غلاماً سيداً في الدنيا والآخرة. قالت : فخجلت واستحيت.